فريدريش ميرتس يستعد لتولي منصب مستشار ألمانيا

يؤدي السياسي المحافظ، فريدريش ميرتس، اليوم الثلاثاء، اليمين مستشارًا لألمانيا، في مرحلة حرجة يواجه فيها اقتصاد البلاد أطول فترة تباطؤ منذ حقبة الحرب، إلى جانب موجة صعود اليمين المتطرف وتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة الحليف الأمني الرئيسي لألمانيا.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يصادق النواب على اختيار ميرتس لمنصب المستشار في تصويت بالبرلمان بعد أن أبرمت كتلة المحافظين التي تصدرت انتخابات فبراير/ شباط الماضي، والتي تضم الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، اتفاق ائتلاف مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي ينتمي إلى يسار الوسط.

وتقع على عاتق ميرتس مهمة لإثبات القدرة على القيادة بعد أن أدى انهيار الائتلاف الثلاثي الذي قاده المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس والمنتمي للحزب الديمقراطي الاجتماعي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلى فراغ سياسي في قلب أوروبا في وقت تواجه فيه عددا لا يحصى من الأزمات.

وتهدد حرب تجارية عالمية أشعلتها الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الواردات بسنة ثالثة من الانكماش في أكبر اقتصاد في أوروبا، والذي يعاني بالفعل تحت وطأة فقد إمدادات الغاز الروسي منخفض التكلفة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022 ومن تزايد المنافسة من الصين.

وقال كارستن برزيسكي، الرئيس العالمي للاقتصاد الكلي لدى‭ ‬(آي.إن.جي)، إنه مع تقدم حزب البديل من أجل ألمانيا في عدد من أحدث استطلاعات الرأي، فمن الواضح أن التحدي الرئيسي للحكومة الجديدة هو استعادة الثقة في الوسط السياسي في ألمانيا.

وأضاف: «إذا فشلت هذه الحكومة، سيحصل حزب البديل من أجل ألمانيا على مزيد من الدعم في الانتخابات المقبلة، وقد يصبح جزءا من أي حكومة قادمة».

شولتس يعترف بالهزيمة في الانتخابات الألمانية

وفي 23 فبراير/ شباط الماضي، أقرَّ المستشار الألماني أولاف شولتس بالهزيمة في الانتخابات العامة، وقدم التهنئة لمنافسه المحافظ فريدريش ميرتس بالفوز في الانتخابات العامة.

وأضاف شولتس في أول رد فعل له: «هذه نتيجة انتخابية مريرة للحزب الديمقراطي الاجتماعي، وهي أيضا هزيمة انتخابية».

وأشار شولتس إلى أنه يتحمل المسؤولية عن الهزيمة «المريرة» التي مُنِيَ بها حزبه الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات العامة، من دون التعليق على مستقبله السياسي.

وقال أمام نشطاء من حزبه إن «نتيجة الانتخابات سيئة، وبالتالي أتحمل مسؤوليتها».

وذكر المستشار الألماني المنتهية ولايته، في تصريحات موجهة إلى ميرتس: «تهانينا على نتيجة الانتخابات».

أول تعليق من فريدريش ميرتس

من جهته، قال فريدريش ميرتس، زعيم المحافظين الذين تصدروا نتائج الانتخابات التشريعية الألمانية، إنه يريد تشكيل حكومة «في أسرع وقت ممكن» في ظل التحديات الدولية الحالية.

وقال ميرتس في برلين: «العالم الخارجي لن ينتظرنا، ولن ينتظر مفاوضات ائتلافية مطولة، يتعين علينا أن نصبح جاهزين للعمل بسرعة مرة أخرى للقيام بما هو ضروري على الصعيد الداخلي، لكي نصبح حاضرين في أوروبا مجددًا».

نتيجة تاريخية

فيما أشادت زعيمة اليمين المتطرف، أليس فايدل، بـ«النتيجة التاريخية» التي حققها حزبها «البديل من أجل ألمانيا» في الانتخابات.

وقالت فايدل، في مقر حزبها في برلين بعدما حصل حزب «البديل من أجل ألمانيا» على ما بين 19,5 و20% من الأصوات، أي ضعف ما حصل عليه قبل 4 سنوات، وهي نتيجة تاريخية لهذا التشكيل المناهض للهجرة والذي أسس عام 2013: «لقد حققنا نتيجة تاريخية»، مضيفة أن الحزب أصبح الآن «راسخا بقوة» في المشهد السياسي