كشفت إذاعة جيش الاحتلال (غالي تساهل)، اليوم الأحد، عن حشد الجيش الإسرائيلي المزيد من القوات لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، والتي تم إقرارها قبل نحو أسبوع داخل الكابينت.
وبحسب ما أورده المحرر العسكري للإذاعة، دورون كادوش، فإن الجيش جند حتى اللحظة خمسة ألوية احتياط في إطار عملية «عربات غدعون» المرتقبة، وهو اسم العملية العسكرية الجديدة في القطاع.
وأشار إلى أنه تم مؤخرًا تجنيد لواءين احتياط لصالح توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، في حين جرى استدعاء ثلاثة ألوية أخرى الأسبوع الماضي.
ولفت كادوش إلى أن اللواءين الأخيرين من سلاح المدرعات والقوات الراجلة، وسيمثلان للتدريبات في معسكرات الجيش استعدادًا لتوسيع العملية في حال فشل مساعي التوصل إلى صفقة تبادل.
وأكد المحلل العسكري للإذاعة أن ذلك يمثل تعبئة الآلاف من جنود الاحتياط، إلا أنهم ما زالوا يشكلون جزءًا صغيرًا من قوة الاحتياط، ما يشير إلى أن العملية – على الأقل في مرحلتها الأولى – ستعتمد إلى حد كبير على القوة النظامية للجيش، مع إمكانية التوسع التدريجي.
وتابع أن من بين الألوية الاحتياطية الخمسة التي تم تجنيدها، ستشارك ثلاثة ألوية فقط في العملية البرية في قطاع غزة، في حين سيُكلّف اللواءان الآخران باستبدال القوات النظامية المنتشرة على الحدود مع لبنان وسوريا.
تجنيد الاحتياط
وأوضح كادوش أنه تم استدعاء ألوية الاحتياط التي جرى تجنيدها في هذه الجولة لمدة 100 يوم، خلافًا للوعود السابقة التي قدمت للاحتياطيين بأن مدة الخدمة في عام 2025 لن تتجاوز 70 يومًا.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يرفض، في هذه المرحلة، تقديم بيانات دقيقة بشأن معدلات التجنيد في الألوية، لكن ضباطًا كبارًا أكدوا أن «لا توجد مشاكل كبيرة» حاليًا، رغم عبء العمل المرتفع والتكاليف الباهظة.
عملية غير مسبوقة
من جانبه، أفاد موقع «واللا» الإخباري بأن الجيش يستعد لعملية «غير مسبوقة» في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن آلاف الجنود الاحتياطيين من المتوقع أن يلتحقوا بالجيش، اليوم الأحد، ضمن الموجة الثانية من التجنيد، استعدادًا لتوسيع نطاق الحرب.
ولفت الموقع إلى أن هيئة الأركان قررت تجنيد الألوية على مراحل، بهدف إعدادها بشكل أفضل، وتزويدها بالمعدات اللازمة، ثم تدريبها استعدادًا للعمليات في مختلف الجبهات.
قوات الاحتلال تتوغل في مناطق مهجورة بقطاع غزة - المصدر: حساب جيش الاحتلال على منصة إكس
وأشار «واللا» إلى وجود حالة من الانتقاد في صفوف قوات الاحتياط تجاه القيادات، بسبب استدعائهم للمرة الرابعة أو الخامسة، ما يسبب أعباء عائلية وتحديات مهنية للموظفين والعاملين في القطاع الخاص، وكذلك للطلاب الذين يواجهون صعوبات في مواصلة دراستهم ودوراتهم الجامعية.
«هزيمة حماس»
وبحسب الموقع، فقد أكد القادة أنه بالإضافة إلى إعادة المحتجزين وخلق الظروف لعودة حماس إلى المفاوضات، فإن الهدف هذه المرة هو «هزيمة حماس»، على عكس الجولات السابقة.
وقال مصدر أمني رفيع المستوى لـ«واللا»: «يستطيع الجيش هزيمة حماس، سيكون الأمر معقدًا وصعبًا وسيكلف ثمنًا باهظًا، ولكنه قابل للتحقيق. هذا هو هدف الحرب».
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإنه بعد استكمال تجميع القوات النظامية والاحتياطية، واستكمال الفرق المناورة للتخطيط النهائي، ستبدأ المناورات في عدة مواقع في وقت واحد، باستخدام نطاق نيران من الجو والبر والبحر لم نشهده في قطاع غزة منذ أشهر.
منظومة الأنفاق
وزعم الموقع أن الجناح العسكري لحركة حماس بدأ في تجنيد آلاف المقاتلين الجدد، بعضهم غير مهرة، لملء الثغرات التي نشأت لديه، وأنه يستخدم في الغالب العبوات الناسفة البدائية، والعبوات المضادة للدبابات، وكمائن القنص، معتمدا على أنظمة الأنفاق التي تركها.
فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، الأحد، بأن حركة حماس تواصل هذه الأيام حفر أنفاق جديدة وترميم وتوسيع الأنفاق القائمة.
ولفتت إلى أنه خلال لقاء جمع رئيس الأركان، إيال زامير، قبل أيام مع محتجزين تم الإفراج عنهم، كشفوا له أنهم سمعوا أصواتا بالعبرية فوقهم عندما كانت قوات الجيش تعمل بالقرب من الأنفاق التي احتُجزوا فيها.
وأوضحوا بأنهم سمعوا انفجارات، وسلاسل دبابات، وأحاديث بالعبرية عبر أجهزة الاتصال الخاصة بالجيش بينما كانوا محتجزين تحت الأرض.