أجرى المبعوث الأميركي للمنطقة، ستيف ويتكون، زيارة لساحة المحتجزين في تل أبيب دعما لعائلاتهم بعد المقطع الذي نشرته أمس كتائب القسام والذي أظهر أحد المحتجزين الذي تبدو عليه آثار سوء التغذية في ظل حصار قطاع غزة وعدم إدخال المساعدات الكافية.
وقالت القناة 12 إنه في أعقاب المقاطع التي نشرتها سرايا القدس والقسام، زاد القلق لدى عائلات المحتجزين على مصير ذويهم الأحياء.
وتجمع ممثلو العائلات، اليوم السبت، في ساحة المحتجزين مطالبين الحكومة بالتحرك الفوري للتوصل إلى اتفاق شامل يُفضي إلى إطلاق سراح كل المحتجزين.
ومع وصول ويتكوف، إلى الساخة، وهي المرة الثالثة التي يزور فيها هذا المكان منذ توليه منصبه، استقبلته العائلات بهتاف: «أعيدوهم إلى ديارهم»، وفقا لهآرتس.
التجويع يمس المحتجزين
وحمل فيديو القسام، ومدته نحو دقيقة و20 ثانية، عنوان «يأكلون مما نأكل»، وظهر المحتجز الإسرائيلي متعبا ونحيلا في نفق، يجلس حينا ويمشي حينا آخر.
وأشارت القسام في رسالتها إلى دور حكومة نتنياهو في حرب التجويع على قطاع غزة، وقالت «يأكلون مما نأكل.. قررت حكومة الاحتلال تجويعهم».
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الرهينة هو إيفيتار دافيد (24 عاما) الذي تم أسره أثناء حضوره مهرجان نوفا الموسيقي في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتضمن الفيديو لقطات للمحتجز، توازيا مع أخرى لأطفال يعانون سوء التغذية في القطاع حيث تحذّر الأمم المتحدة ومنظمات دولية من خطر المجاعة.
كذلك كانت قد نشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مقطع لمحتجز آخر لمحتجز لديها، يدعى روم بارسلافسكي، الذي يبلغ من العمر 22 عاما، يعبر عن معاناته من المجاعة ، وصدمته من حرب التجويع التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
فشل حكومة نتنياهو
ومع وصول ويتكوف لساحة المحتجزين، استمع لعائلاتهم، وقال ابن عم بريسلافسكي: « لقد مزّق الفيديو عائلتي! لا يمكننا الانتظار دقيقةً أخرى دون إعادته إلى المنزل، لا نستطيع التنفس ولو لدقيقة»، وفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت.
فيما صاحت والدة المحتجز ماتان تسنغاوكر، عيناف تسنغاوكر، قائلة: «لن يبقوا على قيد الحياة طويلًا... كان من الممكن أن ينتهي هذا منذ فترة طويلة، وكانوا جميعًا ليعودوا إلى ديارهم الآن لو لم تنفجر اتفاقية وقف إطلاق النار السابقة بسبب السياسة».
وهاجمت رئيس الحكومة الإسرائيلية قائلة: «أبناءنا أصبحوا جلدًا على عظم بسبب البقاء السياسي.. إذا لم نُخرجهم جميعًا الآن، فلن يبقوا على قيد الحياة طويلًا».
فيما قالت والدة أحد المحتجزين في قطاع غزة: «ما يحدث هنا يعكس فشل نتنياهو».
إنهاء الحرب
من جانبه، وقال ويتكوف لعائلات المحتجزين إنه جاء للمنطقة بشكل شخصي من أجل فحص الوضع في غزة والتأكد من وجود «مساعدات إنسانية»، بحسب قوله.
وأضاف: «هناك جهد تقوده إسرائيل والولايات المتحدة لإدخال مساعدات غذائية وطبية إلى القطاع».
وزعم المبعوث الأميركي أن هناك «صعوبات ونقص للغذاء في غزة لكن لا توجد مجاعة»، مدعيا أنه «بعد أن نفند هذه الادعاءات التي تروّج لها حماس، سنتمكن من مواصلة المفاوضات لإنهاء الحرب وإعادة جميع المحتجزين».
وأشار ويتكوف إلى أن معظم الإسرائيليين يريدون إعادة المحتجزين، والغزيون كذلك من أجل إعادة بناء غزة
ونقلت صحيفة هآرتس عن ويتكوف قوله إن «الخطة هي ليست توسيع الحرب بل إعادة الجميع إلى الديار من خلال صفقة واحدة وإنهاء الحرب. لا صفقات جزئية».
وعقب اللقاء، أصدر مقر عائلات المحتجزين بيانا أكد خلاله أن ويتكوف التزام الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وكذلك التزامه الشخصي، بإعادة المحتجزين الخمسين.
وأوضح قائلا: «أولويتنا الأولى هي إعادة جميع المحتجزين إلى ديارهم. ترمب يؤمن بأنه يجب إطلاق سراح الجميع، ومن هم على قيد الحياة يجب أن يُحافظ على حياتهم».
وأضاف البيان نقلا عن المبعوث الأميركي: «نحن نعرف من هو على قيد الحياة، وسيكون هناك من يتحمّل المسؤولية إذا لم يخرجوا أحياء. الولايات المتحدة تقف خلف هذا التصريح».
وأشار إلى أن ملف إعادة المحتجزين وإنهاء الحرب هو أهم موضوع طُلِب منه العمل عليه من قبل الرئيس ترمب، قائلا: «سأعمل عليه حتى آخر نفس.. هذه هي أولويتي القصوى».
ولفت ويتكوف إلى أن ترمب طلب عقد هذا اللقاء مع عائلات المحتجزين لكي يحصل على جميع الطلبات الشخصية من العائلات، موضحا: «لدينا خطة لإنهاء القتال، وإعادة الجميع».