في تحول إلى مبدأ الكل أو لا شيء، المفاوض الأميركي يوجه إنذارا أخيرا لحماس، إما نزع سلاحها وإعادة المحتجزين أو الحرب الشاملة، فما سر عودة واشنطن إلى سياسة "أبواب الجحيم" رغم فشلها سابقا؟
سياسة الكل أو لا شيء.. هكذا تحول المفاوض الأميركي بين ليلة وضحاها من التفاوض على صفقة جزئية إلى أخرى تنهي الحرب وتعيد جميع المحتجزين وإلا ستكون الحرب الشاملة على حماس وقطاع غزة.
ووفقا للقناة 12 الإسرائيلية، وجه الوسيط الأميركي إنذارا نهائيا لحماس إما وقف الحرب مقابل نزع سلاحها والإفراج الكامل عن المحتجزين، وإقامة إدارة مؤقتة في غزة أو حرب شاملة تطال الجميع.
رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير هو الآخر اعتبر الأيام القادمة حاسمة فإما صفقة لتحرير المحتجزين أو تصعيد عسكري بلا هوادة.
لكن حجم التصعيد العسكري كان محل خلاف بين المستويين السياسي والعسكري إذ يدفع الأول نحو احتلال مناطق وجود المحتجزين بينما يتحفظ المستوى العسكري على هذا المقترح ويرفضه.
قضية جدلية أخرى أثارها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بحديثه عن أن حركة حماس منفتحة على مسألة التخلي عن سلاحها في قطاع غزة.
في المقابل، نفت الحركة هذه التصريحات واعتبرتها افتراءات منسوبة إليها وأن سلاحها خط أحمر لن يتم التنازل عنه إلا بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
حول هذا الموضوع، دارت نقاشات الجزء الأول من حلقة اليوم الأحد ببرنامج «مدار الغد»، وفيه تحدث من حيفا، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام و المساواة، عصام مخول، ومن إسطنبول، رئيس مجموعة الحوار الفلسطيني، صادق أبو عامر.
ومساء أمس السبت، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعطي حماس إنذارا نهائيا لإعادة المحتجزين بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وذكرت القناة أن المستوى السياسي يطالب باحتلال كامل لمناطق يزعم أنها تخفي محتجزين في قطاع غزة، بينما أعرب قادة جيش الاحتلال عن رفضهم لهذا المخطط.
وأشارت القناة إلى أن هناك احتمالا ضئيلا أن يتم سد الفجوات الكبيرة بين إسرائيل وحماس بشأن صفقة شاملة.
في الأثناء، وجه الجندي الإسرائيلي المحتجز في غزة أفيتار دافيد اتهاما لنتنياهو بالتخلي عن المحتجزين.
وفي فيديو بثته كتائب القسام، قال المحتجز إنه يحفر قبره داخل أحد الأنفاق لأنه يشعر بقرب موته، مشيرا إلى أنه لم يأكل منذ أيام، وأن جسده يضعف كل يوم.
والتقى المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، يوم الخميس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في محاولة لإنقاذ محادثات وقف إطلاق النار في غزة والتعامل مع الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني حيث حذر مرصد عالمي لمراقبة الجوع من حدوث مجاعة.
وقال مصدر مطلع إن إسرائيل أرسلت، يوم الأربعاء الماضي، ردا على أحدث التعديلات التي أدخلتها حماس على مقترح أميركي ينص على تطبيق هدنة 60 يومًا وإطلاق سراح محتجزين مقابل أسرى فلسطينيين.
وأمس السبت، قال المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف لعائلات المحتجزين الإسرائيليين إن «الخطة ليست توسيع الحرب، ولكن إنهاءها، وأنه يجب تغيير مسار المفاوضات إلى الكل أو لا شيء».
وأضاف ويتكوف خلال زيارته لمقر مظاهرات عائلات المحتجزين في تل أبيب أن العمل جار لإدخال المساعدات إلى غزة، زاعما عدم وجود مجاعة في القطاع.
وقال إن الأولوية الأولى هي إعادة جميع المحتجزين، ومن هم على قيد الحياة يجب أن يُحافظ على حياتهم.