أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية – غزة، في بيان صحفي رسمي صادر اليوم، عن تسجيل 3 حالات وفاة بمتلازمة غيلان باريه (Guillain‐Barré Syndrome – GBS)، مؤكدة وجود تصاعد خطير في انتشار الشلل الرخو الحاد ومتلازمة غيلان باريه بين الأطفال في القطاع، نتيجة تضافر الالتهابات غير النمطية وسوء التغذية الحاد.
أوضحت الوزارة أن حالتين من هذه الوفيات كانت لأطفال دون سن الخامسة عشرة، وأن فشل العلاجات المتوفرة يعود إلى نقص الأدوية والتجهيزات بسبب استمرار الحصار المشدد على القطاع. وحذّرت الوزارة من أن استمرار هذه البيئة الصحية والبيئية المتدهورة يهدد بانتشار أوسع للمرض، داعية إلى تدخل عاجل من المنظمات الدولية والإنسانية لتأمين العلاجات الضرورية وإنهاء الحصار.
تُعد متلازمة غيلان باريه حالة عصبية نادرة تصيب الجهاز العصبي الطرفي بآلية مناعية ذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي غشاء الميلين العازل للأعصاب، ما يؤدي إلى ضعف عضلي متسارع وارتخاء عصبي قد يصل إلى الشلل.
تبدأ الأعراض عادة بـ تنميل وضعف في الأطراف السفلية، ثم تتقدم إلى الأطراف العلوية والرقبة والوجه. وقد تشمل مضاعفات خطيرة مثل ضعف عضلات التنفس وحالات اضطرابات في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب نتيجة اضطراب الجهاز العصبي اللا إرادي. ويتطور المرض بسرعة خلال ساعات أو أيام أو أسابيع، ويصل ذروته غالبًا خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
يُعتقد أن تطور غيلان باريه غالبًا يتبع التعرض لعدوى فيروسية أو بكتيرية سابقة، مثل: الإسهال البكتيري (Campylobacter)، أو عدوى الجهاز التنفسي أو فيروسات مثل CMV أو زيكا، والتي تُحدث استجابة مناعية خاطئة تستهدف الجهاز العصبي.
رغم ندرة الإصابة عالميًا (حوالي 1-2لكل 100000 شخص سنويًا)، فإن الكثير من الحالات يُشفَت بشكل كامل عند التلقي الفوري للعلاج، مثل العلاج بـ الغلوبولين المناعي الوريدي أو تبادل البلازما، إلى جانب دعم تنفسي وتمريضي مناسب. ومع ذلك، فإن المضاعفات الخطيرة قد تؤدي إلى الوفاة في نحو ٧%–٨% من الحالات، خاصة عند تأخر العلاج أو ضعف الحالة الصحية للمريض.
في ظل ما تعانيه غزة من أزمة حادة لسوء التغذية بين الأطفال، ما يؤثر على المناعة ويزيد من خطر الإصابة بأنواع العدوى الشديدة التي قد تؤدي إلى متلازمة غيلان باريه، أطلقت وزارة الصحة نداء استغاثة لتوفير الأدوية الأساسية والعناية الطبية الفورية للمرضى.
وتشير تقارير صحية وميدانية إلى أن عدد حالات الشلل الرخو الحاد التراكمي ازدادت إلى 45 حالة خلال الأشهر الماضية، الأمر الذي يستدعي فتح معابر الحدود وتدفق الإمدادات الطبية دون تأخير.