كشف تقرير خاص اليوم أن أكثر من اثني عشر عضوًا من الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي وقعوا على رسالة يطالبون فيها إدارة الرئيس ترمب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، فيما لدى أحدهم نية تقديم قرار مؤيد لاستقلال فلسطين.
وطبقا لتقرير نشره موقع أكسيوس الأميركي اليوم الإثنين، تأتي هذه الجهود المتنامية في سياق تزايد القلق بين النواب من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، وقد شجّع ذلك حتى بعض أعضاء الحزب الجمهوري ومناصري إسرائيل التقليديين داخل المجلس على توجيه انتقادات علنية لقيادة إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.
من يقود المبادرة؟
المبادرة يقودها النائب رو خانّا (ديمقراطي - كاليفورنيا)، وقد وقع عليها مؤخرًا النواب تشيلي بينغري (ماين)، نيديا فيلازكيز (نيويورك)، وجيم مكغفرن (ماساتشوستس)، بالإضافة إلى تسعة نواب آخرين سبق أن وقعوا عليها وهم جريغ كاسار، لُويد دوجيت، فيرونيكا إسكوبار، ماكسويل فروست، أَل جرين، جاريد هافمان، مارك بوكان، وبوني واتسون كولمان. كما انضم النائب أندريه كارسن، أحد أعضاء الكونغرس المسلمين الثلاثة، إلى الموقعين.
وشددت الرسالة على أن"هذه اللحظة المأساوية أبرزت للعالم الحاجة المتأخرة للاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير"، ودعت إدارة ترمب وحكومات أخرى لم تُعترف بعد بالدولة الفلسطينية، إلى اتخاذ هذه الخطوة.
جاءت هذه المبادرة في وقت تشهد فيه دول مثل فرنسا والمملكة المتحدة وكندا ارتفاعًا في عدد الاعترافات الرسمية بالدولة الفلسطينية، بينما لا تبدو الإدارة الأميركية الحالية على أعتاب اتخاذ هذا الموقف، إذ لا تزال تعتبر نفسها حليفًا وثيقًا لإسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو. وبالرغم من ذلك، أعلن ترمب مؤخرًا أنه يعمل على خطة لضمان تأمين الغذاء لسكان غزة، بعد أن أبدى تشكيكًا في تصريحات نتنياهو التي نفت وجود مجاعة في القطاع.
عدد الديمقراطيين الموقعين الآن يزيد بثلاثة أضعاف تقريبًا على عددهم عام 2023، عندما دعم خمسة نواب فقط مشروع قرار للنائب أَل جرين يؤكد "حق دولة فلسطين في الوجود": كارسن، دوجيت، إسكوبار، فروست، وواتسون كولمان.
وفي تصريح خاص قال خانّا: "بدأت بالتواصل الأسبوع الماضي، وكانت الاستجابة فائقة القوة"، مشيرًا إلى أن هذه المصادقة على اقتراح اعتراف فلسطين لُعْبَة كبيرة تشمل الانضمام إلى خطة جامعة الدول العربية المكونة من 22 دولة، التي تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية.
وقالت واتسون كولمان: "إذا كنا نريد نهاية الحرب والمجاعة وعودة الرهائن، فإن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، المرتبط بانسحاب حماس وضمانات أمنية لكل من إسرائيل وفلسطين، يجب أن يكون جزءًا من هذه العملية".
أضاف بعض النواب إن مبادرات إضافية مؤيدة لفلسطين ستُقدَّم في الأسابيع والأشهر المقبلة ردًا على تدهور الأوضاع في غزة. وختم أحد النواب الديمقراطيين بالقول: "الوضع في المنطقة فظيع للغاية لدرجة أنه لا يمكن ألّا نرى المزيد".
وفي الوقت ذاته، صرّح جرين لوكالة Axios بأنه يعتزم إعادة تقديم قرار في الكونغرس يؤكد "حق فلسطين في الوجود"، لكنه لا يزال في مرحلة التشاور حول الصياغة النهائية، وقال: "سيتم تقديم شيء ما".
