كل العيون على غزة.. احتجاجات حاشدة في برلين تضامنا مع الفلسطينيين

تجمع آلاف الأشخاص في العاصمة الألمانية برلين، اليوم السبت، للاحتجاج على الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة الفلسطيني المحاصر منذ ما يقرب من عامين. 

وانطلقت في وقت مبكر من بعد ظهر اليوم مظاهرة أمام مبنى البلدية الأحمر حيث ستنضم إلى مسيرة في ميدان غروسر شتيرن (النجمة الكبيرة) في حي تيرغارتن.

وردد المتظاهرون عبر مكبرات الصوت هتافات مثل «حرروا فلسطين»، و«عاش التضامن الدولي»، بينما رُفعت لافتات كُتب عليها شعارات مثل «غزة – أوقفوا المجزرة»، و«لن يتكرر ذلك أبدا(عبارة غالبا ما تُسْتَخْدَم في ألمانيا للتأكيد على عدم تكرار جرائم النازية بحق اليهود) بالنسبة للجميع»، و«الحرية لفلسطين».

ودعا إلى هذه الاحتجاجات تحالف يضم نحو 50 مجموعة، بينها مجموعات مؤيدة لفلسطين، ومنظمة «ميديكو إنترناشونال»، و«أمنيستي إنترناشونال»، وحزب اليسار الألماني المعارض. 

وقف التسليح

ووجه المنظمون عدة مطالب من بينها وقف فوري لصادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يعاني حرب تجويع على مدار شهور عديدة بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق، بالإضافة إلى فرض عقوبات أوروبية على إسرائيل. وقالت الشرطة إنها نشرت حوالي 1800 عنصر في أنحاء المدينة.

ويتهم المنظمون إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.

كما وجه الموسيقي اليهودي ميشائيل بارنبويم، أحد الداعين إلى المظاهرة، التهمة نفسها إلى إسرائيل، وقال في تصريحات لقناة «آر بي بي 24» إن «مظاهرة كل العيون على غزة تهدف إلى جعل الاحتجاج ضد الإبادة الجماعية في غزة مرئيًا في الشارع». 

وأضاف بارنبويم «لا أرى أن هذا توصيف مبالغ فيه، فهذا هو المصطلح الذي تستخدمه معظم منظمات حقوق الإنسان وكل الخبراء تقريبا».

وتساءل بارنبويم، وهو قائد أوركسترا ديوان الشرق والغرب الذي أسسه والده دانيال بارنبويم، عما إذا كانت ألمانيا تشارك في تحمل المسؤولية عن هذه الإبادة الجماعية، وقال «منع الإبادة الجماعية ومعاقبتها هو واجب علينا جميعًا».

من جانبه، قال يانيس غريم الباحث في شؤون الاحتجاجات بجامعة برلين الحرة لنفس القناة إن الدعوات للتظاهر صيغت بطريقة منفتحة وشاملة، بحيث يمكن أن تجذب عددًا كبيرًا من الناس من مختلف الاتجاهات والخلفيات، بدون الحاجة إلى وضع شروط مسبقة. وأضاف أن فريقًا من الباحثين سيجري مقابلات مع المشاركين أثناء هذه الفعاليات لمعرفة خلفياتهم.

وأوضح غريم أن «هناك إمكانات لأن تصل هذه التظاهرات – بخلاف الاحتجاجات الفلسطينية المنتظمة في العامين الماضيين – إلى جمهور أوسع»، مشيرًا إلى أن «هناك بالفعل تحوّلًا في الرأي العام، لكن ذلك لم ينعكس بعد على مستوى الاحتجاج في الشارع».

وقد سجّل المنظمون حضور 30 ألف مشارك، لكنهم يتوقعون قدوم أعداد أكبر. وكانت أكبر مظاهرة لدعم غزة في برلين حتى الآن قد ضمّت نحو 50 ألف شخص بحسب بيانات المنظمين.