نعيم قاسم يحذر من أي محاولة لنزع سلاح حزب الله في لبنان

حذر الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، اليوم السبت، من أن إسرائيل والولايات المتحدة تستهدفان إنهاء المقاومة في لبنان، قائلا إن حزب الله لن يسمح بنزع سلاحه.

وأضاف في كلمة له بالذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمين العام السابق حسن نصرالله والقيادي هاشم صفي الدين، أن أي محاولة لنزع سلاح حزب الله ستؤدي إلى «مواجهة كربلائية».

وقال أمين عام حزب الله إن «الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على استهداف المقاومة في لبنان لتحقيق أهداف توسعية»، مشددا على أن الحزب سيواصل جهوده لمنع ذلك.

وذكر أن واشنطن تسعى إلى فرض الأجندة الإسرائيلية عبر السياسة بعدما فشلت في تحقيقها بالحرب، مشيرا إلى أن إسرائيل تسير مع حلفائها لفرض وقائع جديدة في لبنان.

وكشف قاسم أن المبعوث الأميركي إلى لبنان، توم براك، سبق أن قال إن إسرائيل لن تنسحب من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها في الجنوب، واشترط نزع سلاح حزب الله «كمدخل لتجريد لبنان من قوته، وهو ما يمنح الاحتلال شرعية للبقاء في هذه المناطق».

وأكد أن مطلب نزع سلاح حزب الله لا يعني سوى الاستجابة الكاملة لمصالح إسرائيل، قائلاً إن «نزع سلاحنا يعني نزع قوتنا تلبية لمطلب العدو وتحقيقًا لأهدافه».

عام على الاغتيال

ويحي حزب الله اللبناني، اليوم السبت ذكرى مرور عام على اغتيال إسرائيل لأمينها العام حسن نصر الله في بداية حرب حولت مساحات شاسعة من لبنان إلى خراب وأضعفت بشدة الجماعة التي كانت قوية ذات يوم.

في مساء يوم 27 سبتمبر/أيلول 2024، اغتالت سلسلة من القنابل الإسرائيلية الخارقة للتحصينات على مقر القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت نصر الله الذي قاد الجماعة الدينية والسياسية والعسكرية الشيعية القوية لأكثر من 30 عاما.

ووجه اغتيال نصر الله والحرب التي أعقبت ذلك ضربات موجعة للحزب، إذ تم اغتيال بعد أسابيع هاشم صفي الدين الذي كان ينظر إليه على أنه خليفة نصر الله المحتمل.

وفي ديسمبر/كانون الأول، أطاحت المعارضة في سوريا بشار الأسد حليف حزب الله.

والآن تتزايد الضغوط على الجماعة لإلقاء سلاحها، وهو مطلب يرفضه حزب الله.

حسن نصر الله

أصبح نصر الله أمينا عاما لحزب الله في 1992، وكان عمره آنذاك 35 عاما فقط، بعد اغتيال سلفه عباس الموسوي في هجوم إسرائيلي بطائرة هليكوبتر.

وبفضل خطاباته النارية، أصبح سريعا الوجه الذي يمثل الجماعة التي تم تأسيسها لمحاربة القوات الإسرائيلية المحتلة.

وكان على رأس القيادة عندما طرد مقاتلو حزب الله القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في 2000 منهيا احتلالا دام 18 عاما، وأعلن نصر الله «النصر الإلهي» بعد أن خاضت الجماعة حربا استمرت 34 يوما مع إسرائيل في 2006 وكسب احترام الكثيرين من العرب الذين نشأوا وهم يرون إسرائيل تهزم جيوش بلادهم.

ومع نمو جماعته لتصبح القوة السياسية والعسكرية الأكثر تأثيرا في لبنان، طورت أيضا دورها الإقليمي كرأس الحربة في «محور المقاومة» الإيراني وقاتلت في سوريا لصالح الأسد ودربت الحوثيين في اليمن.

في اليوم التالي لهجوم حركة حماس على بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، انضم حزب الله إلى المواجهة، معلنا تضامنه مع حماس بإطلاق النار على مواقع إسرائيلية من جنوب لبنان.

وأدى ذلك إلى تبادل إطلاق النار لمدة عام تقريبا قبل أن تصعد إسرائيل عملياتها بشكل كبير ففجرت أجهزة اتصال «البيجر» معبأة بالمتفجرات يستخدمها حزب الله وكثفت وتيرة القصف الجوي وأرسلت قوات إلى جنوب لبنان.

وقتل ما مجموعه أكثر من 4 آلاف شخص في الهجمات الإسرائيلية، من بينهم أكثر من 300 طفل. ورغم التوصل لوقف لإطلاق النار، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات أسفرت عن سقوط قتلى في لبنان.

وحالت الهجمات الجوية والبرية الإسرائيلية دون إقامة مراسم دفن رسمية لنصر الله لعدة أشهر. ومنذ دفنه في مثواه الأخير، توافد أنصاره، ومنهم نجله، إلى قبره لزيارته.

وتصاعد التوتر خلال الأيام الماضية مع اقتراب الذكرى، خاصة بعد أن عرض حزب الله صورا لنصر الله وصفي الدين على صخرة الروشة الشهيرة قبالة ساحل بيروت.

ورغم أوامر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام ومحافظ بيروت بعدم القيام بذلك، عرض حزب الله الصور، مما أثار غضب المعارضين اللبنانيين لحزب الله الذين قالوا إنه لا ينبغي استخدام الصخرة للعروض السياسية.