ندد الرئيس الكولومبي، جوستابو بيترو، يوم السبت، بقرار الولايات المتحدة إلغاء تأشيرته عقب انتقاده لأفعال إسرائيل في غزة، واتهم واشنطن بانتهاك القانون الدولي.
وقالت الولايات المتحدة، يوم الجمعة، إنها ستلغي تأشيرة بيترو بعد أن انضم إلى مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في شوارع نيويورك ودعا الجنود الأميركيين إلى عصيان أوامر الرئيس دونالد ترمب.
وكتب بيترو على منصات التواصل الاجتماعي: «لم يعد لدي تأشيرة سفر إلى الولايات المتحدة، لا يهمني، لا أحتاج إليها لأنني لست مواطنا كولومبيا فحسب، بل مواطنا أوروبيا أيضا، وأعتبر نفسي حقا شخصا حرا في هذا العالم».
وأضاف في منشور على منصة إكس: «إلغاء التأشيرة بسبب التنديد بالإبادة الجماعية يظهر أن واشنطن لم تعد تحترم القانون الدولي».
إبادة جماعية في غزة
وأثارت صور الفلسطينيين الذين يتضورون جوعا، بما في ذلك الأطفال، غضبا عالميا ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي أدى إلى استشهاد 65 ألف شخص وفقا للسلطات في غزة، وتشريد جميع سكان القطاع.
ويقول عدد من خبراء حقوق الإنسان والباحثين وتحقيق للأمم المتحدة إن هذا يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
ودعا بيترو، في كلمة ألقاها أمام حشد من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين أمام مقر الأمم المتحدة في مانهاتن، إلى تشكيل قوة مسلحة عالمية أولويتها القصوى هي تحرير الفلسطينيين، وحث الجنود الأميركيين على «عدم توجيه أسلحتهم إلى الناس»، مضيفا: «لا تمتثلوا لأوامر ترمب، امتثلوا لأوامر الإنسانية».
وكتبت وزارة الخارجية الأميركية على موقع إكس أنها «ستلغي تأشيرة بيترو بسبب أفعاله المتهورة والتحريضية».
وقالت وزارة الخارجية الكولومبية، في بيان لها، إن استخدام إلغاء التأشيرة كسلاح دبلوماسي يتعارض مع روح الأمم المتحدة التي تحمي حرية التعبير وتضمن استقلالية الدول الأعضاء في فعاليات الأمم المتحدة.
وأضافت الوزارة: «يتعين على الأمم المتحدة أن تجد دولة مضيفة محايدة تماما تسمح للمنظمة نفسها بإصدار تصريح لدخول أراضي تلك الدولة المضيفة الجديدة».
بيترو ليس الأول
وبيترو ليس أول رئيس كولومبي تُلغى تأشيرة دخوله إلى الولايات المتحدة، ففي عام 1996، ألغيت تأشيرة الرئيس آنذاك إرنستو سامبر بسبب فضيحة سياسية تتعلق بمزاعم تمويل عصابة كالي لتهريب المخدرات لحملته الرئاسية.
وتوترت العلاقات بين بوغوتا وواشنطن منذ عودة ترمب إلى منصبه.
وفي وقت سابق من العام الحالي، رفض بيترو رحلات المهاجرين المرحلين من الولايات المتحدة، مما أثار تهديدات بفرض رسوم جمركية وعقوبات، وتوصل البلدان إلى اتفاق في وقت لاحق.
وفي يوليو/ تموز، استدعت الدولتان سفيريهما بعد أن اتهم بيترو مسؤولين أميركيين بالتخطيط لانقلاب، وهو ادعاء قالت عنه واشنطن أنه عار تماما من الصحة.
وقطع بيترو العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل عام 2024 وحظر تصدير الفحم إليها.