وزعت اليوم جوائز النسخة الخامسة من مسابقة "التميز الصحفي وهي المسابقة، التي تنظمها اللجنة المكلفة بتسيير صندوق الدعم العمومي لوسائل الإعلام بهدف تشجيع الإنتاج الإعلامي الوطني وتعزيز حرية الصحافة والمهنية.
خطوة مهمة في بلد يعاني الإعلام فيه من صعوبات كثيرة، ويختلط بالتجارة، وتطغى عليه السياسة، ويقل فيه الاهتمام بأشكال الصحافة المهنية .
من المهم أن نشجع الصحفيين على إنتاج مواد إعلامية مهنية في بلدنا وتخدم واقعه من منطلق القاعدة الشهيرة "كلما كنت مفيدا للناس زاد قدرك " وتطبيق القاعدة الإعلامية الأخرى "تجب ضرورة مراعاة اهتمامات الجمهور".
إن نظرة خاطفة على المشهد الإعلامي المحلي تقدم صورة مشوهة عن واقع المهنة،فالصحافة المكتوبة شبه مندثرة، والإلكترونية والسمعية البصرية مُيّعَت مع استثناءات قليلة جدا في السمعي البصري.
فمثلا من بين حوالي 400 موقع إلكتروني لا يوجد إلا النزر القليل من الموقع التي تُعدّ على أصابع اليد الواحدة التي تراعي إنتاج مادة إعلامية مهنية تخدم واقع القراء، وتبتعد عن الصبغة الإخبارية الجافة التي تحتاج ـ أيضاـ للخضوع للتحرير حسب القواعد المهنية والابتعاد عن الخلط بينها والرأي في بعض الأحيان.
في الإعلام الإلكتروني لا توجد زوايا رأي رصينة تنير القراء، كما تغيب أشكال الرأي الأخرى من تعليق وتحليل وتحقيقات وصور قلمية بل السائد هو أخبار سياسية مكررة .
في السمعي البصرى - مع استثناء قليل- لاتوجد نشرات وبرامج إخبارية مهنية، وقليلة هي البرامج التي تهم الجمهور، وما يوجد منها هو نسخ مكررة بين القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية .
يقول المثل "إذا عرف السبب بطل العجب" مادامت الصورة سوداوية كما سبق فإننا يجب أن نوضح... السبب ببساطة يعود كل ذلك إلى غياب إعلام يتحلى بالمعايير المهنية المطلوبة، لأن الغالبية الساحقة من العاملين في المجال دخلوه عن طريق الهواية، ومن بوابات السياسية، ولم يدرسوا أصول هذه المهنة أكاديميا أو يتلقوا التدريب المهني المطلوب على يد من تشربوها أكاديميا وعملوا على تطبيقها في بيئة مواتية.
المفارقة الأخرى الكبيرة؛ غياب وجود مؤسسة أكاديمية بالبلد تدرس المهنة حسب المعايير العالمية .
لا نشكك في امتياز حصل عليه أحد، ولكن تلك المفارقات يطرحها واقع المهنة بالبلد !!
ختاما : واقع المهنة يستدعي إصلاحا شاملا، ويجب أن يكون رأس الحربة فيه رواد المهنة الذين تشربوا قداستها وصانوا شرفها من كل دنس من جهة، ويمتلكون ناصيتها بكل مهنية وتجرد بعد سنين طويلة من الدرس النظري والممارسة التطبيقية في بيئىة صالحة من جهة أخرى.
