مواقف وانطباعات عن موريتانيا (حصري / الجديد نيوز)

 

 إسماعيل الخديري


إسماعيل محمد سعيد ناجي الخديري من مواليد مدينة (تَعز) له ست مجموعات شعرية ورواية في طريقها إلى النشر.
أطلانتس الصحراء


موريتانيا أقصى مغرب القلب ومنتهى ياء العروبة والدم والحِمى.


وطن تختزله الجغرافيا في كتاب الرمل واحة ونخلة وبادية..ويتوقف التاريخ أمامها بريبة وذهول كعلامة استفهام.
كبيرة..موريتانيا هكذا راق للمستعمر الفرنسي أن يطلق عليها هذا الاسم الذي ينطوي على جذور فينيقية ومعناه بلاد الرجال السمر.
وقد شكلت هذه الأرض معبرا حضاريا بين جنوب وشمال القارة السمراء وقد ترك هذا الأمر أثرا واضحا وجليا على النسيج المجتمعي الموريتاني الذي يزخر بفسيفساء جينية بشرية متنوعة تشبه في روعتها جمال وروعة الأحجار الكريمة المنثورة في قاع النهر.
كما عرفت بأرض شنقيط وبلاد الملثمين..موريتانيا الأمازيغية الصنهاجية الولفية والبولارية السنونكية العربية.
جارة اللازورد والذهب والياقوت والشعر..موريتانيا أشبه بعش أساطير وكزه البحر فثار على الصحراء قوافل وقبائل وقصائد وشعراء بل ودولا كدولة المرابطين الصنهاجية التي توسعت في الأساس من هذه الأرض.
موريتانيا بالنسبة لي دولة تخفي من مكنونها الحضاري أضعاف ما تبديه لمن يعرفونها أو يمرون بها عابرين.
فهي أشبه ما تكون بحضارة أطلانتس الأوربية التي تحدث عنها أرسطو طاليس في كتاباته المثيرة للجدل والتي يعتقد أن المحيط قد ابتلعها وباتت اليوم في قاعه مرتعا للشعاب المرجانية والخيال والأحلام.
وكذلك موريتانيا التي ابتلعتها الرمال فهي أطلانتس الصحراء وقد آن للصحراء أن تفصح عن مكنونها وتقول عن موريتانيا.