أسماء المدن والبلدات جزء هام من ذاكرة البلد، وتعكس تنوعه الثقافي..
في موسم الخريف يتتبع الموريتانيون أخبار التساقطات التي تصدرها وزارة الداخلية؛ ففي زمن التحضر لم يعد للرائد (البَوّاه) ما يتحف به جلساءه من أخبار.
خدمة هامة تقدمها الوزارة حيث يتعرف الجميع ـ دون عناء ـ على أماكن سقوط الأمطار وكمياتها.
بيد أن الكثير من أسماء البلدات في الداخل على ـ وجه الخصوص ـ تحمل أسماء تصل حد الغرابة؛ فلاهي تحيل لشخصيات ولا تاريخ ولامواقع جغرافية ..
الغريب ـ أيضاـ في الأمر أن لا أحد يهتم لهذه الظاهرة، فأسماء المدن والشوارع الهامة عادة ما تحمل أسماء شخصيات رمزية وطنية ودولية.. وأسماء عواصم الولايات معروفة لدى الجميع ولكل منها حكاية ..
إن أسماء كثير من البلدات يجب أن تتم إعادة تسميتها بشكل رسمي، حتى نقضي على عوامل سلبية كأسماء الأسر والأسماء الغريبة، بل والتي يجد الكثيرون صعوبة حتى في نطقها.
على الجهات الرسمية المكلفة بالعنونة أن تدرج هذا الموضوع على رأس أولوياتها حتى تكون أسماء البلدات تحمل شحنة من التاريخ والجغرافيا والدلالات وتحيل إلى تعاقب الحضارات والساكنة على هذه الربوع.
ختاما : تسمية الأماكن والشوارع جزء من تاريخ البلد وهويته الثقافية، ويجب أن نعتني به ونحافظ عليه فالتاريخ والهوية للجميع حاضرا ومستقبلا.