لا شك أن نادي برشلونة يعاني من عدة مشاكل في الفترة الأخيرة، وعلى سبيل المثال، الموسم الماضي عندما أعلن مدرب الفريق تشافي الاستقالة في يناير، ثم تراجع عن قراره ليتم إقالته بعد 3 أشهر بسبب النتائج السلبية.
ومع بداية الموسم الحالي، تعاقد برشلونة مع نجمه الوحيد هذا الصيف داني أولمو، والذي لم يسمح له باللعب في الدوري الإسباني بسبب قواعد سقف الرواتب التي يعاني منها البلوغرانا. وفي النهاية، سُمح له باللعب بدلًا من المصاب أندرياس كريستنسن.
وبالرغم من هذه المشاكل التي يعيشها الفريق، وآخرها إصابة الحارس تير شتيغن، نجح المدرب هانز فليك في قيادة الفريق إلى صدارة الدوري الإسباني حتى الآن برصيد 18 نقطة، وبفارق نقطتين عن ريال مدريد حامل اللقب.
ويبقى السؤال: هل يستطيع فليك تحقيق ما يطمح إليه جمهور البلوغرانا؟
تعاقد برشلونة مع فليك، الذي فاز بالثلاثية مع بايرن ميونخ، وكان المدرب هو الخيار الأنسب لبرشلونة بعد الضائقة المالية التي يعاني منها الفريق، خاصةً وأنه مدرب حر.
وبعد النتائج التي حققها المدرب، كسب ود الجماهير ووسائل الإعلام، والأهم من ذلك أنه نجح في كسب ثقة اللاعبين.
إعادة اكتشاف اللاعبين مرة أخرى
عانى العديد من اللاعبين في برشلونة من أزمات مثل تذبذب المستوى، ليقوم فليك بإعادة اكتشافهم مرة أخرى، وأبرز هؤلاء اللاعبين بيدري وروبرت ليفاندوفسكي.
وقال بيدري لصحيفة «موندو ديبورتيفو» عن فليك: «إنه قريب جدًا من اللاعبين، وهو شخص يحب التحدث معنا، وبصرف النظر عن كونه جادًا، فهو يستمتع أيضًا بالمزاح. فهو ليس دائمًا جادًا كما يبدو».
وأضاف: «إنه يساعدنا نحن اللاعبين الشباب كثيرًا. إنه دائمًا على اطلاع بما نحتاج إليه ونحن نقدر ذلك. ولكن عندما يتعين علينا أن نأخذ الأمور على محمل الجد، فإنه يفعل ذلك. إنه يتمتع بصفات الرقيب، ولكنه بارع للغاية عندما يتحدث مع اللاعبين».
بالطبع، بيدري ليس اللاعب الوحيد الذي يتألق تحت قيادة فليك. فقد ظهر الجناح رافينيا بشكل أفضل مع المدرب، وحصل على حرية أكبر، وسجل خمسة أهداف هذا الموسم ليحتل بها المركز الثاني في قائمة هدافي الليجا، خلف زميله روبرت ليفاندوفسكي الذي سجل ستة أهداف.
ومع ذلك، يبدو أن ليفاندوفسكي قد وُلِد من جديد تحت قيادة فليك. حيث قال ليفاندوفسكي عن فليك: «نحن نتطلع إلى إدخال الكرة إلى منطقة الجزاء بشكل أسرع هذا الموسم، وباعتباري مهاجمًا، هذه هي منطقتي؛ هذا هو المكان الذي أريد فيه الكرة».
تألق لامين يامال المذهل مع منتخب إسبانيا في بطولة أوروبا 2024، ساعد برشلونة كثيرًا في تخطي مشكلاته، حيث سجل أربعة أهداف وقدم خمس تمريرات حاسمة في سبع مباريات حتى الآن هذا الموسم.
وقال فليك عن موهبة يامال: «أن تكون صانعًا للفارق في مثل هذا السن الصغير أمر لا يصدق حقًا. وجوده هو مفتاح لنا ليس فقط بسبب جودته، ولكن أيضًا لأنه يضغط عاليًا بشكل جيد للغاية. إنه يجمع بين الموهبة والطاقة، وهذا ما نحتاجه».