كتب أحدهم :"مما لفت انتباهي في الأخبار المنشورة خلال الأسابيع الأخيرة، صورةٌ مِن أحد الاجتماعات الرسمية يَظهر فيها أستاذٌ جامعي مبرز ومخضرم، وقد جلس خلف مديره الذي كان ذات يوم أحدَ أضعف طلابه في الجامعة، والذي لم يجتز مرحلة واحدةً مِن مراحل مساره التعليمي المتعثر إلا بصعوبة وبالاعتماد على أصدقاءَ لم يحتفظ بالجميل لأي منهم
ومع ذلك نتساءل جميعاً: لماذا فترت هِممُ الطلاب ولم يعد التعليمُ هدفاً حيوياً تحرص عليه كثيرٌ مِن الأُسر؟"
صورة قاتمة من واقع أنتجه الفساد الإداري وغيره من الأمور الضيقة المعروفة في بلادنا التي كانت تعرف ذات يوم بـ "ببلاد السيبة"
رحم الله بناة الدولة الأوائل الذين عُرفوا بتكريس قيم النزاهة والبحث عن الكفاءات والبعد عن المال العام وحُبّ المظاهر .
لامراء في أن توطين الكفاءات وجلبها من الخارج سيكون عسيرا جدا ما دام سُلّم الرقي متعرجا ولاقيمة فيه للمستوى العلمي والخبرة والأخلاق.
إن بناء وطن راق يحصل فيه الجميع على حقوقهم دون عناء؛ يستوجب مكافحة الفساد بشكل عام وقد نخر سوسه في كل مفاصل الدولة، ونحن الذين مازال الكثير منا يرى أن الفساد المالي وحده الذي تجبي مكافحته .
هنالك نماذج كثيرة أخرى من الفساد تجب مكافحتها في بلادنا، وهي مستفحلة وخطيرة في مقدمتها الفساد الإداري وتزوير الشهادات والمستويات والألقاب العلمية والوظيفية وتعيين "غير المناسب في مكان لايستحقه"وتلميع الأشخاص بالكذب وغمط حقوق الكثيرين من أصحاب الكفاءة وتهميشهم.
ختاما : لقد بلغ السيل الزبى ..و يجب على السلطات بشكل فوري مكافحة الفساد المالي وكل تلك الأنماط ولنعلم جميعا أن "اليد المرتعشة لاتبني ".