حصاد الهشيم:
هذا هو أول كتاب أقرأه للمازني، وهو أحد كتبه التي نستطيع أن نطلق عليها الكتب النقدية، فهو قد جنّد قلمه لشرح بعض أفكاره في مختلف اتجاهات الأدب، من نثر وشعر ومسرح بالإضافة إلى وجهة نظره في بعض القضايا الحياتية المعاصرة له.
كلامه عن شكسبير والمتنبي وابن الرومي بديع، وعرضه لوجهات نظر أجنبية دليل على سعة اطلاع ومعرفة.
مقدمة الكتاب في غاية الظرف، فهو يبين للقارئ بوجهة نظر عملية أنه لن يتكلف شيئا من شراء الكتاب، بالعكس فهو المتضرر الأكبر.
لغة الكتاب دسمة للغاية، لغة كتابية محترفة، بناء محكم خالطه بعض الملل والتعقيد.
تطرق لشكسبير، لألكسندر ديماس ولعمر الخيام ومقاربته الغربية مع تلك العربية، ثم انتقل إلى المتنبي وختم بابن الرومي. كما كانت له وقفات شعرية متعددة، وكذلك سرد لأعمال روائية مع إبداء الرأي فيها لاسيما رواية "غادة الكاميليا".
الجانب اللافت في "حصاد الهشيم" هو توجه الكاتب نحو الدفاع عن العديد من الشعراء والأدباء ونقد بعضهم الآخر بأسلوب مغدق بالسرد لا يخلو في بعض الأحيان من الثرثرة.
تمر بنا مقاطع نستلذ بقراءتها، ومقاطع أخرى نتمنى لو تنتهي لشدة الاستفاضة في ذكر الأمثال وإبداء الأوجه المتعددة من مسألة واحدة قد يكون له رأي خاص فيها.
ولا يخفى على أحد في دفاعاته تقرّبُه من العقّاد عبر توثيق أفكاره بدراسات وكتابات قام بها هذا الأخير.
"حصاد الهشيم" قد يصنّف عملاً أدبيًا من ناحية إبراز بعض الأعمال العربية والغربية من روايات ومسرحيات وأشعار والإضاءة عليها من جانب قلما يكون حياديًا فهو إما مادح وإما ناقد وإما ناقم.