وسط مؤشرات على حدوث انفراجة لوقف الحرب، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، يوم الاثنين، إن الولايات المتحدة تضغط بكل ما في وسعها للتوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان.
ولكن ميلر حذر، في إفادة صحفية دورية، من أن التوصل لمثل هذا الاتفاق يتطلب موافقة جميع أطراف الصراع.
كما أعلن البيت الأبيض، اليوم، أن المناقشات التي أجرتها الحكومة الأمريكية بشأن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل إيجابية وتمضي في الاتجاه الصحيح نحو التوصل إلى اتفاق.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي: «نحن قريبون. كانت المناقشات بناءة ونعتقد أن المسار في اتجاه إيجابي للغاية. ولكن لن يتم فعل أي شيء حتى يتم الانتهاء من كل شيء».
وقد نقل موقع أكسيوس الإلكتروني عن مسؤول أميركي كبير لم ينشر اسمه قوله إن إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط اتفاق لإنهاء الصراع بين إسرائيل وحزب الله.
وتضغط الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بين حزب الله وإسرائيل، والتي اندلعت بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة.
الموقف في إسرائيل
وتزامنت التصريحات الأميركية الإيجابية، مع أخرى قادمة من تل أبيب حيث قال مسؤول إسرائيلي كبير إن مجلس وزراء حكومة الاحتلال سيجتمع يوم الثلاثاء للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله اللبنانية.
كما أفاد مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق يوم الاثنين بأن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب أصبح أقرب رغم وجود بعض المسائل العالقة.
الموقف اللبناني
ومن لبنان، قال مسؤول إن واشنطن أبلغت بيروت بأنه يمكن الإعلان عن اتفاق «في غضون ساعات». كما عبر مسؤولان لبنانيان كبيران عن تفاؤل حذر، وذلك مع استمرار الغارات الإسرائيلية على لبنان ومواصلة حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب لـ«رويترز» إنه لم تعد هناك عقبات جدية أمام بدء تنفيذ هدنة اقترحتها الولايات المتحدة، «ما لم يغير نتنياهو رأيه».
وأوضح بو صعب أن المقترح ينص على انسحاب عسكري إسرائيلي من جنوب لبنان ونشر قوات نظامية من الجيش اللبناني في منطقة الحدود في غضون 60 يوماً.
وأضاف أن إحدى نقاط الخلاف بشأن من سيراقب وقف إطلاق النار تسنى حلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بالموافقة على تشكيل لجنة من خمس دول ترأسها الولايات المتحدة.
الموقف الدولي
وتوالت ردود الفعل المتفائلة بإمكانية التوصل لهدنة في لبنان.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن محادثات وقف إطلاق النار حققت تقدماً كبيراً. وجاء في بيان للرئاسة: «نواصل العمل مع شركائنا الأمريكيين في هذا الاتجاه ونأمل أن تغتنم جميع الأطراف المعنية الفرصة في أقرب وقت».
وجاء ذلك بعدما قالت أربعة مصادر لبنانية رفيعة المستوى إن من المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون عن وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في غضون 36 ساعة بموجب خطط قائمة.
من جانبها، دعت الأمم المتحدة، الأطراف المعنية، إلى الموافقة على وقف إطلاق النار في لبنان.
بنود الاتفاق
ويتضمن مشروع اتفاق وقف إطلاق النار فترة انتقالية مدتها 60 يوما ينسحب خلالها جيش الاحتلال من جنوب لبنان، وينتشر الجيش اللبناني في المناطق القريبة من الحدود، وينقل حزب الله أسلحته الثقيلة إلى الشمال من نهر الليطاني.
كما يشمل الاتفاق تشكيل لجنة إشرافية بقيادة الولايات المتحدة لمراقبة التنفيذ ومعالجة الانتهاكات.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، وافقت الولايات المتحدة على منح إسرائيل ضمانات تتضمن دعم العمل العسكري الإسرائيلي ضد التهديدات الوشيكة من الأراضي اللبنانية، واتخاذ إجراءات لتعطيل أمور مثل إعادة تأسيس الوجود العسكري لحزب الله بالقرب من الحدود أو تهريب الأسلحة الثقيلة.
وبموجب الاتفاق، فإن إسرائيل ستتخذ مثل هذا الإجراء بعد التشاور مع الولايات المتحدة، وإذا لم يتعامل الجيش اللبناني مع التهديد.
وتزعم إسرائيل أن هدف حملتها العسكرية هو عودة عشرات الآلاف من المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من المناطق الشمالية بسبب الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله دعما لحركة حماس مع بداية حرب الاحتلال على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأدت العملية الإسرائيلية إلى نزوح أكثر من مليون شخص في لبنان.