يستعد المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم بإفريقيا لعقد نسخته الخامسة بالعاصمة نواكشوط غدا الثلاثاء .
وقد شهدت كل النسخ السابقة نقاش مواضيع متميزة تهم تعزيز السلك في إفريقيا والعام حضرها ضيوف كبار من رؤساء ووزراء شؤون دينية وممثلي مؤسسات علمية وجامعية ومثات العلماء والمفكرين ومؤسسات مجتمع مدني وممثلين لفعايات شبابية .
وتوضح عناوين المؤتمرات الأربعة الماضية اعتناء كبيرا من الجهات المنظمة بنشر ثقافة السلم والاعتدال واجتثاث كل أسباب الغلول والتطرف والحروب والكوارث، والعمل على ذلك خاصة بإفريقيا حيث ماتزال القارة تعيش دوامة هي في الحقيقة خليط من العنف والفقر والحروب .
في التقرير التالي عرض لأبرز ماتم تناوله في النسخ الأربع الماضية من المؤتمر
النسخة الرابعة :التعليم العتيق في إفريقيا ودوره في السلم
جرت هذه النسخة في العاصمة نواكشوط، الثلاثاء 09 يناير 2024 تحت عنوان "التعليم العتيق في إفريقيا... العلم والسلم" .
ويلعب العلامة الشيخ عبد الله ولد بيه دورا كبيرا في تعزيز السلم والآمن في العالم وعلى وجه الخصوص في إفريقيا من خلال مثل هذه المبادرات .
وقد ناقش المؤتمرفي 3 أيام مواضيع تشمل التعليم العتيق في إفريقيا، ودوره في توفير الأمن الفكري ومكافحة التطرف وصناعة السلم الأهلي، وواقعه في سياق الدولة الوطنية والعولمة، وآليات تكامله وتعاونه مع التعليم الحديث، والتحديات التي تواجه استدامته، وفقا للقائمين على المؤتمر.
وقد أكد الرئيس ولد الغزواني في كلمته الافتتاحية أن "ما يجتاح قارتنا الإفريقية، والعالم عموما، من عنف وإرهاب وحروب مدمرة، تأثرت بمفاعيله السلبية كل دول العالم، وإن بنسب متفاوتة.
وشدد على أن هذا الوضع "يؤكد حاجتنا الماسة، ومسؤوليتنا الجماعية بخصوص ضرورة التخلص نهائيا من العنف والإرهاب والنزاعات العرقية الهدامة.. ويتطلب منا ذلك نشر قيم العدل والتسامح والاعتدال، كما يعمل على ذلك التعليم العتيق".
فيما قال العلامة الشيخ عبد الله بن بيه في كلمته الافتتاحية إن "هذا اللقاء السنوي يشكل محطة جديدة في دروب البحث عن السلام وتعزيز مصادر السلم في إفريقيا والعالم متنقلا بين الموضوعات منتقيا أفضل المقاربات بدءا من المؤتمر الأول في يناير 2020 وكان عنوانه دور الإسلام في التسامح والاعتدال ضد التطرف والاقتتال في افريقيا"ثم المؤتمر الثاني في فبراير 2022 تحت عنوان :" بذل السلام في العالم " مرورا بالمؤتمر الثالث في يناير2023 تحت عنوان :"تحت عنوان:" ادخلوا في السلم كافة".
النسخة الثالثة : دعوة للدخول في السلم كافة
انطلقت الدورة الثالثة في يناير 2023 تحت عنوان “ادخلوا في السلم كافة" وحضرها الرئيس النيجري محمد بخاري وعدد كبير من الضيوف من علماء ومفكرين وأساتذة جامعات ووزراء للشؤون الدينية .
وقال العلامة الشيخ عبد الله ولد بيه بن بيه في كلمته الافتتاحية إن لكل زمان واجبه وواجب زمان اليوم البحث عن السلم، مشيرا إلى أنه من دون سلام لا دين ولا دنيا ولا استقرار ولا تنمية ولا ازدهار، وفق تعبيره.
وأضاف أن ما تحتاجه القارة الإفريقية اليوم وقبل كل شيء هو وقف الحروب، وأن البشرية تواجه اليوم تحديات وأزمات كبرى يتصدرها العنف والحروب.
وحول المواضيع التي سيتباحث فيها المشاركون في المؤتمر، قال الشيخ بن بيه إنها تتلخص في البحث عن السلام والعافية في القارة الإفريقية، بعد أن أصبحت ظاهرة العنف تؤرق للجميع..
كما أوضوح أن الملتقى سيبحث الطريق إلى السلم باعتباره طريقا محمود المآل، وذلك عبر التوعية بأولوية السلم ونشر النصوص الشرعية والمبادرات الرامية إلى معالجة الإشكالات المسببة لعدم السلم في الأوطان.
وشهدت تلك النسخة استحداث قمة للشباب، ستكون ـ حسب القائمين على المؤتمر ـ فرصة لطرح قضايا الشباب الإفريقي و المشاكل التي يعاني منها، و التي تدفع بكثير منهم نحو المجهول، و تجعلهم فريسة لتجار الحروب و أرباب الغلو و التطرف و الفكر العنيف.
وقد كان من أهم مواضيع هذه النسخة :
“جغرافيا الأزمات في القارة الإفريقية”
“الحوار والمصالحة”.
“تصحيح وترشيد المفاهيم المتعلقة بتعزيز السلام”
“الدولة وتعزيز السلام”.
النسخة الثانية : دعوة لبذل السلام
نظمت هذه النسخة في يناير2022 ا تحت عنوان "بذل السلام للعالم"،.
وقال الغلامة الشيخ بن بيه في كلمته بمناسبة افتتاح المؤتمرإن «السؤال المطروح الآن لكل قادة القارة والعلماء وأصحاب الرأي والتأثير؛ كيف نخمد الحرائق المشتعلة بالقارة بغض النظر عمن أشعلها؟ ،وكيف نسكت البنادق التى راح ضحيتها الآلاف من أبنائنا، لايعرف القاتل منهم لم قتل !. ولا يعرف المقتول فيم قتل !.».
وشبه الشيخ بن بيه العلماء برجال الإطفاء الذين يتولون مهمة إخماد الفتن، داعيا إلى «إنقاذ الأرواح بدل البحث عن أسباب الحوادث»، ومعتبرا أن الجميع مطالب ببذل ما فى وسعه من أجل مستقبل أفضل لكل شعوب المعمورة.
وتتواصل فعاليات المؤتمر على مدى أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، بمشاركة علماء ومفكرين ووزراء قادمين من عدد من الدول الإفريقية والعربية والإسلامية.
ويناقش المؤتمر عروضا حول الوضعية الراهنة للمنطقة وخطاب التطرف وتصحيح المفاهيم ومستقبل القارة والتراث الإفريقي، بالإضافة إلى قضايا المرأة والشباب وتحديات التنمية والهجرة.".
وشدد العلامة ولدبيه على أن هذا الوضع "يؤكد حاجتنا الماسة، ومسؤوليتنا الجماعية بخصوص ضرورة التخلص نهائيا من العنف والإرهاب والنزاعات العرقية الهدامة.. ويتطلب منا ذلك نشر قيم العدل والتسامح والاعتدال، كما يعمل على ذلك التعليم العتيق".
ونوه أن "هذا اللقاء السنوي يشكل محطة في إطار البحث عن تعزيز مصادر السلم في إفريقيا والعالم.".
النسخة الأولى :دور الإسلام في التسامح وهزيمة التطرف بإفريقيا
كانت النسخة الأولى من المؤتمر تحت عنوان "دور الإسلام في إفريقيا: التسامح والاعتدال ضد التطرف والاقتتال".
نظم المؤتمر، الذي دام ثلاثة أيام، من شهر يناير2020 من طرف الحكومة الموريتانية بالتعاون مع "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" برئاسة الشيخ عبد الله بن بيه.
وبحث المؤتمر في هذه النسخة الأولى "السبل الكفيلة بالتعاون بين كبار علماء الدين الإسلامي" في القارة الإفريقية، كما سعى إلى إصدار "بيان علمي مؤصل وإعلان تاريخي موحد يعبّر عن موقف العلماء ورؤيتهم الشرعية لهذا التحدي الذي يهدد وحدة الأمة ومصالحها الدينية والدنيوية.
ويحظى المؤتمر بمشاركة واسعة من كبار العلماء والمرجعيات بالقارة الإفريقية، بالإضافة إلى شخصيات فكرية ومنظمات إسلامية دولية.
موريتانيا والإمارات ... نموذجان رائدان في نشر ثقافة السلم
نجحت كل من موريتانيا والإمارات من خلال هذا المؤتمر في بث ثقافة السلم والاعتدال والبعد عن كل أسباب التطرف والغلو وتعود أسباب ذلك الى السياسات المنتهجة في البلدين والتي تعمل على مكافحة كل مسببات الغلول والتطرف حيث محاربة التهميش والاقصاء والحرص على وجود تنمية تسعد المواطنين وانتهاج منهج وسطي ومنفتح في مجال التعامل مع الغير مع احترام التعاليم الإسلامية والآخذ بعين الاعتبار القدر الكافي من المحافظة التي يعيشها المجتمعان والتي لم تكن سببا في زرع عوامل التثبيط والحرمان والانزواء بل كانت محافظة واعية (اصالة) مع الأخذ بما يتطلبه العيش الكريم من أسباب التقدم خاصة في عالم القرية الكونية الواحدة .
إن المرحوم زايد آل انهيان رئيس دولة الإمارات معروف بوصفه بـ"زائد الخير" حيث كان يحرص على زرع الابتسامة في كل مكان وكانت الامارات ومازالت تزرع الخير في كل مكان وتعين الشعوب العربية والإسلامية خاصة في زمن النوائب والكوارث وتوجد بها وزارة للتسامح .
أما موريتانيا فهي بلد التعايش وقد حرص العهد الحالي منذ مأموريته الأولى على محاربة كل أنواع التهميش والاقصاء من خلال انشاء أجهزة حكومية تعتني بهذا الموضوع ، كما بدأ في تأسيس مدرسة جمهورية تساعد على مزيد من تحقيق التعايش على المديين المتوسط والبعيد وتغرس قيم المواطنة والعيش المشترك في النشء.
كما عملت المحاظر الموريتانية التي كانت نواة التعليم بهذه البلاد قبل الاستعمار على خلق بيئة مناسبة لمحاربة كل أسباب الغلول والتطرف ومهدت للتعايش من خلال بث العلم ونشر ثقافة التسامح والاعتدال،
وقد خرجت هذه المحاضر علماء كبار بعضه مشهور في المشرق كالأردن والإمارات والسعود ومصروكانوا أول من نسج علاقة وطيدة بتلك البلاد من خلال صفات "الشنقيطي" نسبة الى مدينة العلم والعلماء التي عرفت بها البلاد قبل الاستعمار " شنقيط"وكان قوام تلك العلاقة وأسبابها نشرهم للعلم وثقافة التسامح والاعتدال .