هل تحظى نواكشوط بنصب تذكاري مميز؟ ــ رأي الجديد نيوز

طالبت جمعية المهندسين المعماريين الموريتانيين، بمراجعة النصب المعماري الذي تعتزم الحكومة إقامته بنواكشوط.

وأضافت أن "التصميم المقترح يفتقر إلى التناسق بسبب دمج منارة شنقيط مع معالجة حديثة، مما يستدعي مراجعته" .

نواكشوط بقيت ولستة عقود من الزمن العاصمة الوحيدة في العالم تقريبا والتي ليس لها نصب معماري يميزها .

يعرف النصب التذكاري بأنه بناء أو موقع أو تمثال شيد لتخليد ذكرى شخص أو حادثة ليبقي شهادة حية على تلك الذكرى.

وقد وضع حجر الأساس للعاصمة نواكشوط على عجل في 5 مارس 1957 ، وكان الهدف من إقامتها في موقعها الحالي هو التوسط جغرافيا بين الشمال والجنوب.

كانت ولادة العاصمة قيصرية حيث لم تكن بها أبسط أنواع البنية التحتية العصرية، بل وحتى الماء الشروب كان منعدما وكانت تعتمد في كل مؤونتها ومقومات الحياة فيها على مايجلب من "سانت لويس"  السنيغالية التي كان المستعمر الفرنسي   يدير منها مستعمراته في إفريقيا .

لم تحظ العاصمة نواكشوط ببنية تحتية عصرية راقية حتى الآن ،وطبعا كان من العادي جدا أن يغيب وجود نصب تذكاري فيها.

يسهل النصب التذكاري التعرف على البلد من خلال وسائل الاتصال البصرية حيث أن علم "السيميولوجيا" أو الدلائل البصرية  يسهل معرفة العاصمة من خلال التواصل البصري.

وقد كان من المضحك المبكي في فترات سابقة أن غالبية القنوات تجد حرجا في إبراز العاصمة الموريتانية من خلال علامة بصرية دالة فكانت تضع عمارة مشهورة أو جامعا قد يكون ذا دلالات لدولة وبصمات معمارية لا علاقة لها بالبلاد .

من فوائد النصب التذكاري الأخرى أنه مزار سياحي أول بالبلد ،لذلك يجب أن يكون تصميمه بشكل معماري راق ويحرص على الاستجابة لخصائص المكان أو نوعية الذكرى التي يخلدها .

ختاما: طال الانتظار طويلا جدا لإنجاز نصب تذكاري بالعاصمة،  لذا يجب أن يكون تصميمه بالمستوى المطلوب معماريا وهندسيا حتى نتمكن من سد ثغرة هامة في مشروع عصرنة العاصمة ذي المليون خطوة نحو التحضر في عالم المظاهر البراقة والسياحة والجمال .

 

من المسؤول؟ زاوية يوميية يكتبها "تحرير الموقع"