«الحسابات السياسية» تقود نتنياهو إلى استئناف العدوان على غزة

تباينت المواقف داخل إسرائيل إزاء تجدد العدوان على قطاع غزة،  بين من يؤيد قرار رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، باستئناف القتال، ومن يرى أن رئيس الوزراء يسترضي اليمين، خاصة الوزير السابق إيتمار بن غفير، للعودة للحكومة والتصويت لصالح إقرار الموازنة العامة بالكنيست.

ولفتت مراسلة الغد من القدس المحتلة، إلى أن وزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير كان قد وضع شروطا لعودته مجددا إلى الحكومة الإسرائيلية، بعد استقالته منها في يناير/كانون الثاني الماضي.

وأكدت مراسلتنا أن الشروط الثلاثة أنجزها حليفه نتنياهو، وهي: بدء إجراءات عزل المستشارة القضائية للحكومة، وإقالة رئيس الشاباك، واستئناف الحرب على غزة.

وبعد ساعات من الغارات الدموية على غزة، أعلن حزب الليكود رسميا عودة حزب بن غفير إلى الحكومة، بحسب ما قالت هيئة البث الإسرائيلية.

 

ورحب حزب «القوة اليهودية»، برئاسة بن غفير، بالعودة للقتال في غزة، قائلا «نرحب بعودة إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للقتال في قطاع غزة».

وقال حزب النائب اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إنه سيعود إلى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ولفتت مراسلة الغد إلى أن الأوساط السياسية الإسرائيلية ترى أن عودة نتنياهو للحرب في غزة هو بالأساس من أجل إعادة بن غفير للحكومة.

كذلك، رحب وزير المالية اليميني المتطرف رئيس حزب «الصهيونية الدينية»، بتسلئيل سموتريتش، بالعودة للقتال في قطاع غزة، مشيرا إلى أن العدوان الأخير على غزة هو عملية تم التخطيط لها في الأسابيع الأخيرة منذ تولي رئيس الأركان الجديد، إيال زامير، منصبه، مؤكدا أن العملية ستكون مختلفة تمامًا عن الهجمات السابقة.

«انعدام الثقة»

من جانبه، قال زعم المعارضة رئيس حزب «هناك مستقبل»، يائير لابيد، إن هناك انعدام لثقة الإسرائيليين في رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وأوضح لابيد في منشور على منصة إكس: «قال نتنياهو هذا الأسبوع عن رونين بار (رئيس الشاباك) إن من المستحيل خوض حرب في ظل انعدام الثقة.. هذا ما تشعر به الآن الأغلبية الساحقة من المواطنين الإسرائيليين تجاه نتنياهو».

 

وأضاف أن هناك انعدام ثقة عميق في من يعيد إسرائيل إلى القتال بينما يحول «ميزانية التهرب» المخزية والمليارات إلى أشخاص يرفضون الخدمة، في إشارة إلى دعم المدارس الدينية التي لا يخدم طلابها المتشددين (الحريديم) في صفوف الجيش.

وأشار إلى أن الجنود يحتاجون إلى «رئيس وزراء يمكنهم الثقة به، رئيس لا يهتم إلا بأمن البلاد ومصير المحتجزين»، موضحا «وهذا ليس هو الحال اليوم».

ظروف مناسبة

وأشارت مراسلتنا إلى أن إسرائيل تخوض تلك العملية العسكرية في ظل ظروف مريحة لها تماما، خاصة مع وجود دعم أميركي كامل، خاصة أن الوزير الإسرائيلي، رون ديرمر، أخبر المسؤولين بإدارة ترمب أن الجهود الدبلوماسية استنفدت وأنه حان الوقت للعودة للقتال.

وتابعت أن إسرائيل تعاود للقتال في غزة بعد «إضعاف التهديد من الجبهة الشمالية» من حزب الله في جنوبي لبنان واتفاق وقف إطلاق النار، أيضا في أعقاب الهجوم الواسع الذي شنته الولايات المتحدة على الحوثيين في اليمن ما جعل التهديد الحوثي على إسرائيل يتراجع.

ولفتت إلى أن العودة للحرب في غزة تترافق مع شعور إسرائيلي بعدم الاضطرار إلى إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، خلافا للأوضاع في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.

وأمر وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، بإغلاق معبر رفح ومنع إخراج المرضى والمصابين لتلقي العلاج خارج القطاع، إضافة إلى عملية قطع الكهرباء عن غزة.

وكانت حركة حماس قد أشارت في بيان اليوم الثلاثاء إلى أنها «ملتزمة بالاتفاق حتى آخر لحظة، وكانت حريصة على استمراره، إلا أن نتنياهو، الباحث عن مخرج لأزماته الداخلية، فضّل إشعال الحرب من جديد على حساب دماء الشعب الفلسطيني».

وأكدت حماس أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول تضليل الرأي العام بادعاء تحضير المقاومة الفلسطينية لشن هجوم على قواته.