العدوان الإسرائيلي على غزة.. عودة إلى نقطة الصفر أم تكتيك تفاوضي؟

 

كما لو أن الموت لم يكن كافيا، وكأن الدمار لم يبلغ مداه، لتعود إسرائيل وتصب نيرانها مجددا على قطاع غزة، بعد هدنة بدت لوهلة كاستراحة قصيرة بين جولات الموت.

فإسرائيل التي لا تعرف سوى لغة القوة، قررت استئناف القصف على مختلف أنحاء قطاع غزة، لتنهي الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار الذي بدأ في التاسع عشر من يناير/ كانون الثاني الماضي واستمر لمدة 59 يوما.

ووفقا للدفاع المدني في غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء جراء القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة من القطاع إلى أكثر من 400 شهيدا خلال أقل من 24 ساعة، معظمهم من النساء والأطفال، وصلوا منذ فجر الثلاثاء إلى مستشفيات القطاع المدمرة أساسا، فضلا عن إصابة أكثر من 560 آخرين جراء سلسلة الغارات والأحزمة النارية التي نفذها طيران الاحتلال، ولا يزال عدد كبير من المفقودين تحت الركام.

ووسط توقعات بإطلاق جيش الاحتلال عملية برية جديدة في غزة قريبا.. أمر الجيش السكان بإخلاء شرق القطاع والتوجه نحو الوسط.

ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، تعد الغارات الجوية هي المرحلة الأولى في سلسلة عمليات عسكرية تصعيدية تهدف للضغط على حماس للإفراج عن مزيد من المحتجزين.

واتهمت هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيلية، حكومة بنيامين نتنياهو بالتخلي عن حياة المحتجزين في غزة عقب تجدد الهجمات الإسرائيلية.

فلماذا الآن؟ ولماذا بهذا العنف؟ وهل فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها في الجولة الأولى ووجدت في استئناف الحرب فرصة جديدة لسحق ما تبقى من صمود؟ أم أن الحسابات السياسية، داخليا وخارجيا، فرضت على قادتها إعادة إشعال الحرب؟ ولماذا منحتها الولايات المتحدة الضوء الأخضر في هذا التوقيت؟

حول هذا الموضوع دارات نقاشات الجزء الأول من برنامج «مدار الغد» وفيه تحدث من رام الله، وزير الإعلام  الفلسطيني الأسبق، الدكتور  نبيل عمرو، ومن القاهرة، عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، وخبير الشؤون الإسرائيلية، الدكتور صبحي عسيلة، ومن واشنطن، الباحث في العلاقات الدولية بمركز الشرق الأوسط للسياسات، ماركو مسعد.

عدوان إسرائيلي على غزة

وشن جيش الاحتلال، فجر اليوم الثلاثاء، سلسلة من الغارات والضربات العنيفة، استهدفت منازل المدنيين في أنحاء متفرقة من قطاع غزة.

وهذه هي أول سلسلة من الغارات منذ وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وأفاد مراسلو «الغد» بأن غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة من القطاع مما أدى إلى ارتقاء مئات الشهداء والمصابين.

وفي حصيلة غير نهائية، تم الإعلان عن استشهاد أكثر من 400 فلسطيني وإصابة أكثر من 500 آخرين خلال الغارات الإسرائيلية التي لا تزال مستمرة، مما يجعل عدد الضحايا مرشحا للزيادة.

73% من شهداء غزة أطفال ونساء ومسنون

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن نسبة الشهداء من فئات الأطفال والنساء والمسنين بلغت 73% من إجمالي عدد الشهداء منذ فجر اليوم.

وقال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الدكتور إسماعيل الثوابتة، في بيان، إنه «منذ ساعات فجر اليوم الثلاثاء، ارتكب جيش الاحتلال عشرات المجازر على مستوى قطاع غزة من خلال القصف الجوي المكثف لمنازل المواطنين الآمنين، راح ضحيتها أكثر من 400 شهيد ممن وصلوا إلى المستشفيات».

وبخصوص توزيع الشهداء على صعيد الأعمار، أوضح الثوابتة أن «الاحتلال قتل 174 من الأطفال، و89 من النساء، و32 من المسنين، و109 من الرجال».

وأشار إلى أن «هذا يعني أن نسبة الضحايا الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات من فئات الأطفال والنساء والمسنين بلغ 73% من إجمالي عدد الشهداء الذين ارتقوا منذ ساعات فجر اليوم، وهذا يؤكد أن الاحتلال لديه النية المبيتة لاستكمال جريمة الإبادة الجماعية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة».