نشرت مجلة «ذي أتلانتيك»، اليوم الأربعاء، ما قالت إنه النص الكامل لخطة هجوم أميركي وشيكة على اليمن، شاركها كبار المسؤولين في إدارة دونالد ترمب على مجموعة دردشة أضيف إليها رئيس تحريرها بطريق الخطأ.
وعرضت المجلة في لقطات شاشة من المحادثة كل تفاصيل الهجوم، بما فيها أوقات الضربات وأنواع الطائرات المستخدمة.
وذكرت المجلة أنها تنشرها لأن إدارة ترمب نفت مرارا أن المحادثة غير الآمنة تضمنت معلومات سرية.
وقالت المجلة: «يوم الإثنين، بعد وقت قصير من نشرنا تقريرًا عن خرق أمني ضخم لإدارة ترمب، سأل أحد المراسلين وزير الدفاع، بيت هيغسيث، عن سبب نشره خططًا لهجوم وشيك على اليمن عبر تطبيق سيغنال للمراسلة، فأجاب: لم يُرسل أحد خططًا للحرب عبر الرسائل النصية، وهذا كل ما لديّ لأقوله في هذا الشأن».
وأضافت المجلة أنه «في جلسة استماع بمجلس الشيوخ أمس، سُئلت مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، جون راتكليف، عن محادثة سيغنال، التي دُعي إليها جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة ذا أتلانتيك، عن غير قصد من قِبل مستشار الأمن القومي مايك والتز، وقالت غابارد لأعضاء لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ: لم تُشارك أي مواد سرية في تلك المحادثة».
وأشارت المجلة إلى أن راتكليف قال الشيء نفسه تقريبًا، حينما قال «كانت اتصالاتي، لكي أكون واضحًا، في مجموعة رسائل سيغنال مسموحًا بها تمامًا وقانونية ولم تتضمن معلومات سرية».
وقال الرئيس دونالد ترمب، عندما سُئل أمس بعد الظهر عن نفس الأمر: «لم تكن معلومات سرية».
وقالت المجلة: «وضعتنا هذه التصريحات في مأزق، في تقرير ذا أتلانتيك الأول عن دردشة سيغنال (مجموعة الحوثيين الصغيرة)، كما سماها والتز، حجبنا معلومات محددة تتعلق بالأسلحة وتوقيت الهجمات التي وجدناها في بعض النصوص، كقاعدة عامة، لا ننشر معلومات عن العمليات العسكرية إذا كان من المحتمل أن تُعرّض حياة أفراد أميركيين للخطر، ولذلك اخترنا تحديد طبيعة المعلومات المُشاركة، وليس تفاصيل محددة عن الهجمات».
وأضافت: «إن تصريحات هيغسيث، وغابارد، وراتكليف، وترمب، إلى جانب تأكيدات العديد من مسؤولي الإدارة بأننا نكذب بشأن محتوى رسائل سيغنال، دفعتنا إلى الاعتقاد بأنه ينبغي على الناس الاطلاع على الرسائل للوصول إلى استنتاجاتهم الخاصة، هناك مصلحة عامة واضحة في الكشف عن نوع المعلومات التي أدرجها مستشارو ترمب في قنوات الاتصال غير الآمنة، لا سيما وأن كبار المسؤولين في الإدارة يحاولون التقليل من أهمية الرسائل التي تمت مشاركتها».
وتابعت المجلة: «لقد أخبرنا الخبراء مرارًا وتكرارًا أن استخدام دردشة سيغنال لمثل هذه المناقشات الحساسة يُشكل تهديدًا للأمن القومي، على سبيل المثال، تلقى غولدبرغ معلومات عن الهجمات قبل ساعتين من الموعد المقرر لبدء قصف مواقع الحوثيين، لو أن هذه المعلومات، وخاصةً مواعيد إقلاع الطائرات الأميركية إلى اليمن، وقعت في أيدي غير أمينة خلال تلك الساعتين الحاسمتين، لكان الطيارون الأميركيون وغيرهم من الموظفين الأميركيين قد تعرضوا لخطر أكبر مما قد يواجهونه عادةً، وتُجادل إدارة ترمب بأن المعلومات العسكرية الواردة في هذه الرسائل النصية لم تكن سرية - كما هو الحال عادةً - بالرغم من أن الرئيس لم يُوضح كيف توصل إلى هذا الاستنتاج».
وأشارت المجلة إلى أنه «بالأمس، سألنا مسؤولين في إدارة ترمب إن كانوا يعترضون على نشرنا للنصوص الكاملة، في رسائل بريد إلكتروني إلى وكالة الاستخبارات المركزية، ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية، ومجلس الأمن القومي، ووزارة الدفاع، والبيت الأبيض، كتبنا، جزئيًا: (في ضوء تصريحات اليوم الصادرة عن العديد من مسؤولي الإدارة، بما في ذلك أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، بأن المعلومات الواردة في سلسلة سيغنال حول ضربة الحوثيين ليست سرية، وأنها لا تتضمن خطط حرب، تدرس مجلة ذا أتلانتيك نشر سلسلة سيغنال كاملةً).
وقالت: «في وقت متأخر من أمس، أرسلت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، ردًا عبر البريد الإلكتروني، جاء فيه: كما ذكرنا مرارًا وتكرارًا، لم تُنقل أي معلومات سرية عبر الدردشة الجماعية، ومع ذلك، وكما صرّح كلٌّ من مدير وكالة المخابرات المركزية ومستشار الأمن القومي اليوم، فإن هذا لا يعني أننا نشجع نشر المحادثة، كان من المفترض أن تكون هذه مداولات داخلية وخاصة بين كبار الموظفين، وقد نوقشت معلومات حساسة، لذلك، لهذا السبب، نعم، نعترض على النشر».
وأكدت المجلة أن «رد ليفيت لم يتطرق إلى عناصر النصوص التي اعتبرها البيت الأبيض حساسة، أو كيف يمكن أن يكون لنشرها، بعد أكثر من أسبوع من الضربات الجوية الأولى، تأثير على الأمن القومي».
وقالت المجلة: «طلب منا متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) حجب اسم رئيس أركان جون راتكليف، الذي شاركه راتكليف في سلسلة محادثات سيغنال، لأن ضباط المخابرات في الوكالة عادةً ما لا يُكشف عن هويتهم علنًا».
خطط الهجوم
وكشفت المجلة عن خطط الهجوم التي شاركها مسؤولو إدارة ترمب على سيغنال، على النحو التالي:
كما كتبنا يوم الإثنين، دارت نقاشاتٌ كثيرةٌ في (المجموعة الصغيرة للحوثيين) حول توقيت الهجمات على الحوثيين ومبرراتها، وتضمنت تصريحاتٍ لمسؤولين في إدارة ترمب حول أوجه القصور المزعومة لحلفاء أميركا الأوروبيين، لكن في يوم الهجوم - السبت 15 مارس/آذار - انحرف النقاش نحو الجانب العملياتي».
في الساعة 11:44 صباحًا بالتوقيت الشرقي، نشر هيغسيث في الدردشة، بأحرف كبيرة، «تحديث الفريق».
بدأ النص أسفله بـ«الوقت الآن (11:44 بالتوقيت الشرقي): الطقس مناسب، تم التأكيد للتو من القيادة المركزية الأميركية أننا جاهزون لإطلاق مهمة».
ويتابع نص هيغسيث:
12:15: إطلاق طائرات F-18 (حزمة الضربة الأولى).
13:45: بدء تنفيذ الضربة الأولى لطائرة إف-18 (الإرهابي المستهدف موجود في موقعه المعروف، لذا يجب أن يكون في الموعد المحدد - بالإضافة إلى إطلاق طائرات بدون طيار هجومية (إم كيو-9).
14:10: إطلاق المزيد من طائرات F-18 (حزمة الضربة الثانية).
14:15: ضرب الطائرات بدون طيار على الهدف (هذا هو الوقت الذي ستسقط فيه القنابل الأولى بالتأكيد، في انتظار الأهداف السابقة «المبنية على الزناد»).
15:36 انطلاق الضربة الثانية لطائرة F-18، وأيضًا، إطلاق أول صواريخ توماهوك من البحر.
المزيد للمتابعة (حسب الجدول الزمني)
نحن حاليًا نظيفون فيما يتعلق بـOPSEC، أي الأمن التشغيلي.
التوفيق لمحاربينا.
وبعد فترة وجيزة، أرسل نائب الرئيس جيه دي فانس رسالة نصية إلى المجموعة، يقول فيها: «سأقول صلاة من أجل النصر».
في الساعة 01:48 مساءً، أرسل والتز الرسالة التالية، متضمنةً معلومات استخباراتية آنية حول الأوضاع في موقع الهجوم، الذي يبدو أنه في صنعاء: «نائب الرئيس، انهار المبنى، تم التحقق من هوية أشخاص عدة، بيت، كوريلا، مركز الاستخبارات، عمل رائع».
وعلقت «ذي أتلانتيك» بالقول: «كان والتز يشير هنا إلى هيغسيث؛ والجنرال مايكل إي. كوريلا، قائد القيادة المركزية؛ ومجتمع الاستخبارات».
وأضافت: «تشير الإشارة إلى (التحقق من هوية أشخاص عدة) إلى أن الاستخبارات الأميركية قد تأكدت من هوية الهدف الحوثي، أو الأهداف، باستخدام موارد بشرية أو تقنية».
وأشارت إلى أنه «بعد 6 دقائق، كتب نائب الرئيس، الذي بدا مرتبكًا من رسالة والتز، ماذا؟، ثم في الساعة الثانية ظهرًا، ردّ والتز: (أكتب بسرعة كبيرة.. الهدف الأول - قائد صواريخهم - تأكدنا من هويته وهو يدخل مبنى صديقه، وقد انهار الآن)، وردّ فانس بعد دقيقة: (ممتاز)، وبعد 35 دقيقة، كتب راتكليف، مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية: (بداية موفقة)، وأتبعه والتز برسالة نصية تتضمن رمزًا تعبيريًا لقبضة، ورمزًا تعبيريًا للعلم الأميركي، ورمزًا تعبيريًا لنار»