أثارت حشرات غامضة انتشرت في مدن ومناطق مغربية جدلاً واسعاً ومخاوف من أن تكون جراداً أتى ليدمّر محاصيل البلاد بعد موسم أمطار تالٍ لسنواتٍ طويلة من الجفاف. وأوردت الصحافة المحلية الجمعة الماضية أن أسراباً هائلة من حشرات غامضة ظهرت في بلدية أملن في إقليم تيزنيت جنوبي المغرب، ونقل موقع العمق المغربي عن مصادر محلية أن هذه الحشرات اجتاحت مناطق عدة مثل تافراوت على نحوٍ سريع ومفاجئ، خاصة في مناطق تزنيت وتارودانت واشتوكة آيت باها وأكادير إداوتنان، ما أثار مخاوف كبيرة لدى الفلاحين والسكان.
أسراب الحشرات تجتاح تافراوت
المخاوف انتقلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر كثيرون حشرات تافراوت جراداً صحراوياً، خصوصاً بعد تناسل الأخبار حول انتشار الجراد في دول مغاربية وأفريقية عدة، إذ وفق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، وصلت أسراب من الجراد الصحراوي إلى وسط الجزائر وغرب ليبيا وجنوب تونس، ورجّحت أنها بدأت في التكاثر الربيعي مستفيدةً من الأمطار التي هطلت في فبراير/ شباط، وغرّد رواد مواقع التواصل بصور ومقاطع من هذه الأماكن، تُظهر المخلوقات منتشرة في شوارع تافراوت وغيرها، وقد غطّت الأرض بكثافة وطارت في السماء في أسراب واسعة الأعداد.
السلطات توضح
طمأنت بلدية أملن السكان أنّ الحشرات التي ظهرت في تافراوت وغيرها ليست الجراد الصحراوي الذي يجتاج الدول المجاورة ويثير مخاوف حول أكل المحاصيل، بل هو حشرات تشكّل جزءاً من البيئة الطبيعية للمنطقة، مؤكدةً أنها غير ضارة بالمحاصيل الزراعية. وقال بيان البلدية إن "المعطيات المتوفرة تشير إلى أن هذه الحشرات تعتبر جزءاً من البيئة الطبيعية للمنطقة، إذ تنجذب طبيعياً إلى مصادر الضوء، خاصة خلال فترات معينة من السنة"، وأضافت البلدية أن "المعاينة الميدانية أكدت أن هذه الحشرات غير مضرة بالمحاصيل الزراعية، كما أنها تتعايش مع الإنسان"، وبحسب البيان فهذه الحشرات "لا تشكل أي خطر بيئي أو اقتصادي على المنطقة، ولم يُحدّد أي نوع من الجراد الصحراوي المرتبط بهذه الظاهرة".
ومن جانبها، أعلنت وزارة الداخلية المغربية أن أوضاع انتشار الجراد في المغرب "تحت السيطرة والوضع لا يدعو إلى القلق"، وأن القطاعات المعنية والمصالح المختصة التابعة لها رفعت درجات اليقظة والتأهب لمواجهة أي احتمال لانتشارها، وقالت إنها رصدت أسراباً في بعض مناطق جنوب شرقي المملكة، لكن الأعداد محدودة.