استهدفت غارات أميركية عنيفة ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة، غربي اليمن. ونقلت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين عن مكتب الصحة في الحديدة تأكيده، صباح الجمعة، "استشهاد 38 عاملاً وموظفاً وإصابة 102 آخرين" جراء هذه الغارات، مشيرة إلى أن هذه الحصيلة "غير نهائية".
وكان الناطق باسم وزارة الصحة والبيئة التابعة للحوثيين أنيس الأصبحي قد أفاد ليلاً بـ"ارتفاع عدد الشهداء والجرحى إلى 70، منهم 20 شهيدًا، بينهم خمسة مسعفين، و50 جريحًا من العمال والموظفين في ميناء رأس عيسى النفطي إثر العدوان الأميركي على الميناء، شمال غربي محافظة الحديدة، في حصيلة غير نهائية". وأضاف أن "حصيلة الشهداء مرشحة للزيادة، فهناك أشلاء مقطعة ما زالت عمليات التعرف إليها جارية".
وكانت القيادة المركزية الأميركية قد أعلنت، في منشور على منصة إكس، تدمير منصة الوقود في الميناء، مضيفة أن "القوات الأميركية اتخذت اليوم إجراءات للقضاء على مصدر الوقود للحوثيين المدعومين من إيران، وحرمانهم من الإيرادات غير المشروعة التي موّلت جهودهم لإرهاب المنطقة بأكملها أكثر من عشر سنوات". وتابعت: "كان الهدف من هذه الضربات هو إضعاف مصدر القوة الاقتصادية للحوثيين الذين يواصلون استغلال مواطنيهم وإلحاق الأذى بهم".
وأعلنت جماعة الحوثيين عبر قناة "المسيرة" التابعة لها أن العدوان الأميركي قصف الميناء بسلسة غارات. كما أعلنت الجماعة عن ثلاث غارات أميركية استهدفت مجمعاً حكومياً في محافظة البيضاء، وسط البلاد. وأفادت قناة "المسيرة" بأن "العدو الأميركي شن ثلاث غارات على المجمع الحكومي في مديرية مكيراس في البيضاء"، من دون إيراد تفاصيل بشأن وجود خسائر بشرية من عدمها.
وشنّ الطيران الأميركي، أمس الأول الأربعاء، سلسلة غارات جوية على معسكرات ومخازن أسلحة ومواقع عسكرية تابعة لجماعة الحوثيين في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، وسط تصعيد يومي من قبل الجيش الأميركي، ما أسفر عن سقوط شهيد، كما نفّذ 14 غارة على معسكر الحفاء في مديرية السبعين، جنوبي صنعاء، واستهدفت الغارات مخازن أسلحة في جبل نقم، شرقي العاصمة، وأخرى في منطقة فجّ عطان، جنوب غربيها، إضافة إلى مواقع ومخازن داخل معسكر النهدين المطلّ على القصر الرئاسي، جنوبي المدينة، كما شن ثلاث غارات على مواقع عسكرية في مديرية بني حشيش، شرقي صنعاء، وغارة أخرى على مديرية مناخة، غربي صنعاء.
وفي محافظة الجوف، شمال شرقي اليمن، شنّ الطيران الأميركي غارات عدة على مواقع الحوثيين في مديرية الحزم، مركز المحافظة، كما استهدف فجراً مواقع عسكرية ومخازن أسلحة في منطقة طخية بمديرية مجز في محافظة صعدة شمالاً، وأخرى في مديرية ميفعة بمحافظة ذمار، وسط البلاد، كما استهدفت الغارات معسكرات وثكنات عسكرية تابعة للحوثيين في مديريتي الدريهمي والتحيتا بمحافظة الحديدة الساحلية، غربي اليمن.
وفي السياق، قال زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، أمس الخميس، إن إجمالي عمليات الجماعة خلال إبريل/نيسان الجاري "بلغ 78، وجرى تنفيذها بـ171 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وفرط صوتي وطائرة مسيرة". وتابع: "هناك الكثير من الاعترافات والتصريحات التي تعبر عن إحباط أميركي وإسرائيلي تجاه الصمود والثبات في الموقف اليمني". وأردف: "ما نقوله للأميركي أن عدوانك على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة، وتزداد قدراتنا العسكرية، وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية".
ومنذ 15 مارس/آذار الماضي، قتل 125 مدنياً وأصيب 256 آخرون، غالبيتهم من الأطفال والنساء، حسب بيانات حوثية، لا تشمل الضحايا من القوات التابعة للجماعة. وتأتي الغارات بعد أوامر أصدرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجيش بلاده بشن "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي، قبل أن يهدد بـ"القضاء عليها تماماً". غير أن الجماعة تجاهلت تهديد ترامب، واستأنفت قصف مواقع داخل إسرائيل وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، رداً على استئناف تل أبيب منذ 18 مارس/آذار الماضي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في غ