تفاؤل إيراني حذر إزاء نتائج المحادثات مع الولايات المتحدة

 

أعرب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عن تفاؤل يشوبه الحذر إزاء نتائج الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، التي عقدت، اليوم السبت، في العاصمة الإيطالية روما.

وقال وزير الخارجية الإيراني «في المرحلة الحالية نشعر بالتفاؤل لكن مع قدر كبير من الحذر».

وأشار عباس عراقجي إلى أن «الأجواء الإيجابية نسبيا في روما» مكنته من إحراز تقدم فيما يتعلق بمبادئ وأهداف الاتفاق المحتمل بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف «أوضحنا أن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 لم يعد مناسبا لنا.. سيتم البدء في مسار على مستوى الخبراء في الأيام المقبلة بهدف تحديد تفاصيل»

المحادثات غير المباشرة

وفي اجتماعهما غير المباشر الثاني في غضون أسبوع، أجرى وزير الخارجية عباس عراقجي مفاوضات لمدة أربع ساعات تقريبا في روما مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من خلال مسؤول عماني نقل الرسائل بينهما.

وهدد ترمب، الذي انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية خلال ولايته الأولى في عام 2018، بمهاجمة إيران ما لم تتوصل إلى اتفاق جديد على وجه السرعة يمنعها من تطوير سلاح نووي.

وأعلنت إيران، التي تقول إن برنامجها النووي سلمي، استعدادها لمناقشة فرض قيود محدودة على أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية.

وفي تصريح للتلفزيون الإيراني بعد المحادثات، وصف عراقجي المحادثات بأنها مفيدة وجرت في أجواء بناءة.

وفي الولايات المتحدة، قال مسؤول أميركي إن المحادثات النووية «المباشرة وغير المباشرة» مع إيران كانت «إيجابية».

وأوضح المسؤول في إدارة ترمب أن «أميركا وإيران أحرزتا تقدما جيدا للغاية في المناقشات المباشرة وغير المباشرة واتفقتا على الاجتماع مرة أخرى الأسبوع المقبل». 

شعار الطاقة النووية وعلم إيران في صورة توضيحية من أرشيف رويترز.
 

اتفاق نووي

من جهتها، قالت سلطنة عمان إن المفاوضات بين واشنطن وطهران تسعى إلى اتفاق يضمن خلو إيران من الأسلحة النووية، عقب مباحثات السبت في روما.

وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية العمانية أن الاجتماعات «أسفرت عن توافق الأطراف للانتقال إلى المرحلة التالية من المباحثات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق منصف دائم وملزم يضمن خلو إيران بالكامل من الأسلحة النووية ورفع العقوبات بالكامل عنها، مع الحفاظ على حقها في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية».

صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي على منصة إكس «اتفق الجانبان على استئناف المحادثات غير المباشرة على المستوى الفني خلال الأيام المقبلة ثم مواصلة المحادثات على مستوى اثنين من كبار المفاوضين السبت المقبل»، 26 أبريل/نيسان.

وأضافت إيران لاحقًا أن الجولة الثالثة من المحادثات ستُعقد في عُمان.

تخصيب اليورانيوم

وتخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وهو أعلى بكثير من حد 3,67% المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري.

ودفع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات الأميركية، طهران إلى التحرر تدريجيا من القيود المفروضة بموجب الاتفاق.

وانتهكت طهران منذ عام 2019 قيود اتفاق عام 2015 المتعلقة بتخصيب اليورانيوم بل وتجاوزتها بشكل كبير، إذ أنتجت مخزونات تفوق بكثير ما يقول الغرب إنه ضروري لبرنامج طاقة مدني.

وقال مسؤول إيراني كبير إن الخطوط الحمراء لإيران تعني أنها لن توافق أبدا على تفكيك أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم أو وقف التخصيب تماما أو خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى ما دون المستويات المتفق عليها في اتفاق عام 2015.