اعترف بفشله.. جيش الاحتلال يكشف عن نتائج التحقيق في هجوم 7 أكتوبر

 

بعد مرور عام ونصف العام تقريبا على عملية طوفان الأقصى التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد مستوطنات غلاف غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قدم جيش الاحتلال لسكان مستوطنة «عين هشلوشاه» أو «العين الثالثة»، تقرير التحقيق في الهجوم.

وأوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن مستوطنة «عين هشلوشاه» أو «العين الثالثة»، التي تقع على بعد نحو كيلومترين من قطاع غزة، هي مستوطنة قُتل فيها 4 أشخاص في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهم: الحاخام رام نيجفي، ونوا جلازبيرج، وسيلفيا ميرانسكي، ومارسيل تاليا.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن تقرير الجيش الخاص بالتحقيق في هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، سيتم نشره بالكامل غدا، عبر المتحدث باسم الجيش.

وبحسب التحقيق الإسرائيلي فإن العشرات من مسلحي المقاومة الذين وصلوا في «ثلاث موجات» جابوا المستوطنة طوال اليوم، وارتكبوا «جرائم قتل ونهب وحرق المنازل»، على حد ما ورد في التقرير.

وقالت يديعوت أحرونوت إن «الجيش أفاد، خلال التقرير، بأن حماس خططت لـ3 موجات من الهجمات على مدار اليوم، وأشير إلى أن الموجة الثانية كانت الأثقل، فقد كانت مخصصة لعمليات اقتياد المحتجزين، وتم تجنبها أو تقليصها بشكل كبير بفضل قوات الجيش التي تعمل بالقرب من منطقة المستوطنات، أما الموجة الثالثة فقد تم تعريفها بأنها (مجموعة بلا انتماء تنظيمي)، وكان هدفها، من بين أمور أخرى، حرق المنازل والنهب، وقدر الجيش الإسرائيلي وجود العشرات من (الإرهابيين) في المستوطنة طوال اليوم، على حد ما جاء في التقرير.

اعتراف بالفشل

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، قال أحد أعضاء المستوطنة إنه خلال عرض التحقيق، كان هناك سكان انتقدوا الضباط لعدم احترامهم، واعترف الضباط بالفشل، على غرار التحقيقات المقدمة حتى الآن، وقال أحدهم: «فشلنا في الساعة 06:29».

وتعليقا على التحقيق الذي تم تقديمه، قال مدير المجتمع المحلي، شيري أفيف: «نحن ندعم الجيش الإسرائيلي لتحمله المسؤولية، والاعتراف بإخفاقاته، وحتى اختياره الاعتذار لنا».

وأضاف: «نشكركم على عرض التحقيق على المجتمع، وعلى العمل المهني والعميق الذي أنجزتموه، هذه خطوة مهمة نحو استعادة الثقة بيننا وبين الجيش، وفهم ما حدث، وإفساح المجال للحقائق، والأسئلة الصعبة التي رافقتنا منذ ذلك اليوم المروع».

وتابع أفيف أنه «مع ذلك، نؤكد أن التحقيق بالنسبة لنا ليس نهاية المطاف، بل تتجلى أهميته في القدرة على استخلاص استنتاجات قاطعة وواضحة منه، وخصوصا في التنفيذ الفوري للدروس المستفادة والإجراءات التصحيحية التي تضمن عدم تكرار مثل هذا الحدث، بأي شكل من الأشكال وفي أي مكان في البلاد».

كما قال أفيف: «نطالب باتخاذ خطوات حقيقية وسريعة ومهمة، في الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الدفاعية والنظام المدني، لتصحيح الإخفاقات التي تم الكشف عنها، ونطالب باتخاذ الإجراءات اللازمة لإطلاق سراح المحتجزين وعودتهم فورا وبشكل كامل».

وأشار إلى أنه «من وجهة نظرنا، فإن المسؤولية لا تقتصر على الجيش الإسرائيلي، ونحن ننضم إلى الدعوة إلى إنشاء لجنة تحقيق حكومية مستقلة ومحايدة ستنظر في كل الإخفاقات على جميع المستويات وفي جميع الأنظمة التي أدت إلى هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، فمثل هذا الفحص وحده هو القادر على ضمان الثقة العامة، والعدالة التاريخية، والمسؤولية الحقيقية تجاه الساقطين، والمحتجزين، والناجين».