أشرف رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الأربعاء على تكريم الفائزين في النسخة الخامسة من جائزة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية.
تعكس هذه الجائزة اهتماما كبيرا بالمحظرة الموريتانية، التي تلقب بـ"جامعة الصحراء"؛ فقد ساهمت المحظرة في نشر تعاليم الدين الإسلامي واللغة العربية وحفظت للبلاد هويتها أمام المستعمر الأجنبي.
أسهمت المحظرة الموريتانية في إنجاب أجيال من فطاحلة العلماء فاقوا أقرانهم في مشارق الأرض ومغاربها، وكانوا أفضل السفراء للبلاد، خاصة في المشرق العربي وبعض الدول الإسلامية نذكر منهم: آبه ولد اخطور ومحمد الأمين الشنقيطي ومحمد الخضر ولد مايابى ومحمد محمود ولد اتلاميد ومحمد محمود ولد الشيخ أحمد... وغيرهم .
إن الاستثمار في المحظرة حاليا استثمار مشجع، فهي مدرسة غير مكلفة ينهل من معينها آلاف الطلبة، وهي خير مؤسسة تعليمية لحماية الثوابت الوطنية وتدريس تعاليم الدين الإسلامي الوسطي الحنيف، والتبحر في اللغة العربية وعلومها .
تبذل الدولة جهودا جبارة في ترقية طلاب المحاظر وإشراكهم في الحياة النشطة، وصنفت بعض تلك المحاظر "نموذجية" تتلقى دعما حكوميا يساعد في تكاليف الدراسة. كما فتحت الدولة الباب على مصراعية أمام طلبة المحاظر، وسمحت بتصديق إجازاتهم المحظرية للولوج للتعليم النظامي والحصول على شهادات عصرية تمنكنهم من الوصول إلى سوق الشغل.
إن إطلاق الدولة لقناة "المحظرة" وما تزخر به من برامج وضيوف متبحرين وما تقدمه من جوائز مختلفة لطلاب المحاظر خاصة في "الموسم الرمضاني "من أنواع الاستثمار المربح في الذي من شأنه أن يكرس ألق البلاد الشنقيطية في مجالات اللغة وعلوم الشرع.
ولنا أن نردد بكل فخر مع البوني العلامة المختار أبياته التي شرّق ذكرها وغرب :
ونحن ركب من الأشراف منتظم
أجلّ ذالعصر قدرا دون أدنانا
قد اتخذنا ظهور العيس مدرسة
بها نُبيّن دين الله تبيانا