الحوثيون يتوعدون بمواصلة الهجمات في البحر الأحمر وبحر العرب

قال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران في بيان بثه التلفزيون اليوم الإثنين إن الجماعة ستواصل هجماتها في البحر الأحمر وبحر العرب بعد هجوم يشتبه في أن الولايات المتحدة نفذته.

ويأتي هذا التعليق في أعقاب غارة جوية يشتبه في أنها أمريكية أسفرت عن مقتل 68 شخصا على الأقل في مركز احتجاز للمهاجرين الأفارقة في اليمن، في واحدة من أعنف الهجمات خلال الأسابيع الستة الماضية.

وأعلن الحوثيون تنفيذ عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» والقطع الحربية التابعة لها، فيما استهدفت الثانية هدفا حيويا للعدو الإسرائيلي في منطقة عسقلان المحتلة.

وأوضح الحوثيون بسحب ما أوردته وكالة سبأ نت التابعة لهم، أنه وفي إطار الرد على العدوان الأميركي ومجازره بحق المدنيين، وإقدامه خلال الساعات الماضية على ارتكاب مجزرتين الأولى في صنعاء، والثانية بصعدة باستهدافه مركز إيواء المهاجرين، قمنا باستهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان والقطع الحربية التابعة لها والاشتباك معها في عملية مشتركة نفذتها القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية بعدد من الصواريخ المجنحة والبالستية والطائرات المسيرة طوال الساعات الماضية.

وقال الحوثيون إنهم أجبروا حاملة الطائرات على التراجع والابتعاد عن موقع تمركزها السابق لتتجه إلى أقصى شمال البحر الأحمر.

وجدد الحوثيون التأكيد على الاستمرار في استهداف ومطاردة حاملة الطائرات وكافة القطع الحربية المعادية في البحرين الأحمر والعربي حتى وقف العدوان على اليمن.

وأوضح الحوثيون أنه في إطار إسناد الشعب الفلسطيني المظلوم ومجاهديه الأعزاء، نفذ سلاح الجو المسير عملية عسكرية استهدفت هدفا حيويا للعدو الإسرائيلي في منطقة عسقلان المحتلة بطائرة مسيرة نوع "يافا".

كما تم التأكيد على الاستمرار في منع الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، ومواجهة العدوان الأمريكي والتصدي له، وكذا الاستمرار في دعم وإسناد إخواننا الصامدين في قطاع غزة حتى وقف العدوان عليهم ورفع الحصار عنهم.

مقتل 68 شخصًا

وأفادت وسائل إعلام حوثية، اليوم الاثنين، بمقتل 68 شخصًا جراء غارة أميركية استهدفت مركزًا لاحتجاز المهاجرين الأفارقة في محافظة صعدة شمالي اليمن، إضافة إلى إصابة 47 آخرين.

وقالت وزارة الداخلية اليمنية إن مركز الاحتجاز كان يؤوي 115 مهاجرًا أفريقيًا.

وتُعد الضربة الجوية في محافظة صعدة، معقل الحوثيين، أحدث حادثة دامية في الحرب المستمرة منذ عقد من الزمان، حيث يلقى مهاجرون من إثيوبيا ودول أفريقية أخرى مصرعهم أثناء محاولتهم عبور اليمن للوصول إلى دول الخليج بحثًا عن فرص عمل.

ويكثف الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، العمليات العسكرية ضد الحوثيين، إذ استهدفت القوات الأميركية في وقت سابق من هذا الشهر ميناء رأس عيسى النفطي على البحر الأحمر، مما أسفر عن مقتل 74 شخصًا على الأقل، في أكبر هجوم من حيث عدد الضحايا حتى الآن.

وتتعهد واشنطن بمواصلة هجماتها على الحوثيين حتى يوقفوا استهدافهم لحركة الملاحة في البحر الأحمر.

ويسيطر الحوثيون منذ عقد على مساحات واسعة من الأراضي اليمنية، ويشنون هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على سفن تمر عبر البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بدعوى استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل تضامنًا مع الفلسطينيين وسط استمرار حرب غزة.

ولم يُصدر الجيش الأميركي تعليقًا فوريًا على التقارير بشأن الغارة على صعدة.

وسعت القيادة المركزية الأميركية، في بيان صدر صباح الاثنين قبل انتشار أنباء الضربة، إلى الدفاع عن سياسة عدم الإفصاح عن تفاصيل محددة حول عملياتها الجوية.

وقالت القيادة المركزية: «حفاظًا على أمن العمليات، عمدنا إلى الحد من الإفصاح عن تفاصيل عملياتنا الجارية أو المستقبلية... نحن نحرص على دقة نهجنا العملياتي، لكننا لن نكشف تفاصيل ما قمنا به أو ما سنفعله».

وقد أثارت الضربات جدلًا في الولايات المتحدة بشأن استخدام وزير الدفاع، بيت هيجسيث، تطبيق المراسلة غير السري «سيغنال» لنشر تفاصيل حساسة عن الهجمات.

غارات مستمرة

أظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام حوثية مشاهد مروعة لجثث وجرحى في الموقع المستهدف، فيما أكدت وزارة الداخلية اليمنية أن نحو 115 مهاجرًا كانوا محتجزين في المركز لحظة وقوع الغارة.

وقالت منظمة الدفاع المدني إن 68 شخصًا على الأقل قُتلوا وأصيب 47 آخرون في الهجوم.

في غضون ذلك، أسفرت غارات جوية أميركية أخرى استهدفت العاصمة اليمنية ليلًا عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، وفقًا لتصريحات الحوثيين.

وأقر الجيش الأميركي بتنفيذ أكثر من 800 غارة جوية خلال حملته المستمرة منذ شهر.

وذكر بيان القيادة المركزية أن العمليات أسفرت عن مقتل مئات المقاتلين الحوثيين وعدد كبير من قادتهم، بمن فيهم قادة مرتبطون ببرامج الصواريخ والطائرات المسيّرة، دون تحديد هوياتهم.

وتنطلق الضربات الأميركية من حاملتي الطائرات «هاري إس. ترومان» في البحر الأحمر و«كارل فينسون» في بحر العرب.

وفي 18 أبريل/ نيسان، أسفرت غارة أميركية على ميناء رأس عيسى للوقود عن مقتل 74 شخصًا على الأقل وإصابة 171 آخرين، في أعنف هجوم معروف في إطار العملية الأميركية الحالية.