قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان فجر اليوم الجمعة إن طائرات مقاتلة تابعة له قصفت «قبل وقت قصير»، منطقة مجاورة لقصر أحمد الشرع في دمشق».
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش إسرائيل كاتس، في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، أن إسرائيل ضربت الليلة الماضية هدفا قريبا من القصر الرئاسي في دمشق. وذلك وفقا لهيئة البث الإسرائيلية.
وقالوا في بيان مشترك: «هذه رسالة واضحة للنظام السوري. لن نسمح للقوات السورية بالتقدم جنوب دمشق أو بأي تهديد للمجتمع الدرزي».
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن العملية جاءت بعد ساعات من قيام أفراد من الطائفة الدرزية في إسرائيل، الغاضبين من الهجمات على أبناء طائفتهم في سوريا بإطلاق موجة من الاحتجاجات الشديدة في شمال إسرائيل.
حيث أغلق المتظاهرون طرقًا رئيسية، بما في ذلك تقاطع إلياكيم على الطريق السريع رقم 6، وأشعلوا الإطارات وعطّلوا حركة المرور بشكل كبير. وسار المتظاهرون لاحقًا نحو مقر إقامة نتنياهو الخاص في قيسارية.
ووجه جنود الاحتياط الدروز رسالة إلى نتنياهو بعنوان: «التدخل الفوري للجيش الإسرائيلي لوقف المذبحة ضد المجتمع الدرزي في سوريا».
وكتب جنود الاحتياط إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي: «المئات من المقاتلين الدروز مستعدون للتطوع فورًا والقتال إلى جانب إخواننا لإنقاذهم، حتى لو كان ذلك على حساب تحمل المسؤولية عن أنفسنا، بما في ذلك جميع المخاطر التي تهدد سلامتنا وحياتنا».
وصول بعض المصابين إلى إسرائيل
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي استقبل جريحا درزيا آخر من ضحايا الاشتباكات في سوريا مساء الخميس لتلقي العلاج في مستشفى زيف في صفد. وهو يعتبر الجريح السابع الذي يدخل البلاد منذ أول أمس، مشيرة إلى الاضطرابات بين الجنود والضباط الدروز في الجيش الإسرائيلي في أعقاب ما يصفونه بالعجز والبطء في رد الحكومة ضد نظام الرئيس أحمد الشرع في سوريا.
كاتس يحذر النظام السوري
وفي وقت سابق، وجّه كاتس تحذيرًا للنظام السوري، وقال: «أُكرّر تحذيري لرئيس النظام السوري، إذا لم تتوقف الهجمات على الدروز في سوريا، فسنردّ بقوة». وأكد كاتس أن إسرائيل «ملتزمة بحمايتهم وتراقب الوضع عن كثب».
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي، بتوجيه من القيادة السياسية، عدة غارات تحذيرية في منطقة دمشق أسفرت عن مقتل سوريين إثنين.
الخارجية السورية ترفض التدخلات الخارجية
وأكد بيان لوزارة الخارجية السورية مساء الأربعاء رفض البلاد «القاطع لجميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية»، دون ذكر إسرائيل.
وشدد البيان على التزام البلاد «الراسخ بحماية جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية الكريمة».
ومنذ الإطاحة بالأسد في ديسمبر كانون الأول، سيطرت إسرائيل على أراض في الجنوب الغربي وتعهدت بحماية الدروز وضغطت على واشنطن لإبقاء الدولة المجاورة في حالة ضعف، وفجّرت الكثير من الأسلحة الثقيلة للجيش السوري في الأيام التي تلت الإطاحة باللأسد.
وتعهد الشرع، مرارا بحكم سوريا بطريقة تشمل الجميع. لكن أعمال العنف الطائفي، بما في ذلك مقتل مئات العلويين في مارس/ آذار، زادت من مخاوف الأقليات إزاء الإسلاميين الذين يهيمنون على الأوضاع في سوريا الآن.
بداية الصدامات
واندلعت أعمال العنف الطائفي في منطقة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية، بالقرب من دمشق، الثلاثاء الماضي بين مسلحين دروز ومسلمين سنة. وأفادت التقارير بمقتل أكثر من اثني عشر شخصا الثلاثاء، قبل أن تمتد أعمال العنف إلى صحنايا الأربعاء. واندلع العنف إثر تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد، والذي يعتقد مسلحون سنة أن من قام بتسجيله هو أحد أفراد الأقلية الدرزية.
وفي بيان نشرته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، صرح مدير مديرية الأمن في ريف دمشق بأنه تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في جرمانا، لكن خارجين عن القانون صعدوا هجماتهم في منطقة صحنايا الأربعاء، مما أسفر عن مقتل 16 عنصرا من قوات الأمن.
وقالت مصادر أمنية إن مئات من أفراد قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية انتشروا في صحنايا ومحيطها بعد اتفاق مع شيوخ الدروز. وقال سكان إن الوضع هدأ إلى حد كبير بعد قتال محتدم، ويسمع فقط إطلاق نار متقطع.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يرصد الصراع في سوريا، بمقتل 22 شخصا على الأقل في صحنايا، بينهم ستة مقاتلين دروز و16 فردا من قوات الأمن الحكومية أو مقاتلين متحالفين معها.
الدروز في إسرائيل
وتوجد في إسرائيل جالية درزية صغيرة، كما يعيش نحو 24 ألف درزي في مرتفعات الجولان المحتلة التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967. وضمت إسرائيل هذه المنطقة عام 1981، في خطوة لم تعترف بها معظم الدول أو الأمم المتحدة.
وصرح الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، في بيان صدر في وقت متأخر من يوم الثلاثاء بأنه «يراقب عن كثب» التطورات في سوريا، وأنه ناقشها مع وزير الجيش الإسرائيلي.