هل تنجح باريس في تقريب وجهات النظر بين دمشق و«قسد»؟

ما الذي جرى بين قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية والحكومة السورية، لماذا بعد الأمل الكبير بأن تندمج هذه القوات في الجيش السوري، وبأن تطوى صفحة الخلافات، عادت نذر التشاؤم تخيم على المشهد السوري.

مدير إدارة الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية السورية، قتيبة إدلبي، قال إنه لم يتم تسجيل أي تقدم بشأن تنفيذ الاتفاق بين دمشق وقسد المبرم في مارس/ آذار الماضي، واتهم قسد بالاستحواذ على موارد محافظة دير الزور، مؤكدا أن إدارة الرئيس ترمب في تفاهم تام مع الحكومة السورية في ملفات مختلفة.

المسؤول السوري أكد أيضا أن الاجتماع المرتقب بين الحكومة السورية و«قسد» في باريس يأتي في إطار المفاوضات الجارية بهدف تحقيق الاندماج الكامل.

فهل تنجح باريس في تقريب وجهات نظر الجانبين، كما ساهمت في استضافة اللقاء بين وزيري خارجية اسرائيل وسورية؟ أم أن تاجيل اللقاء في باريس ينذر بالاسوأ؟ .. وما هي حقيقة الموقف الأميركي من كرد سورية بعد الدعم الكبير الذي تبديه واشنطن لإدارة الرئيس السوري أحمد الشرع، وهل ما حصل في السويداء بعد الساحل، دفع «قسد» لإعادة النظر في قضية تسليم السلاح والاندماج الكامل، وهل ثمة قلق من توسع النفوذ التركي في سوريا.

 وناقش الجزء الثاني من برنامج مدار «الغد» كل من بدران كورد، نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا للشؤون الخارجية ، وسركيس فصارجيان، الصحفي المتخصص في الشأن التركي.

نائب الرئاسة المشتركة لشمال وشرق سوريا: لا نية لتسليم السلاح ولا نمانع الاندماج مع الجيش

 

ما الذي عقَّد المشهد بين قوات قسد والحكومة السورية؟ خبير في الشأن السوري يوضح
 

 

 

اتفاق قسد ودمشق

وفي وقت سابق، رحب مجلس سوريا الديمقراطية بالاتفاق الموقع بين القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، والسلطة الحاكمة في دمشق، والذي يقضي بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية.

وقال مجلس سوريا الديمقراطية، في بيان، إنه «في لحظة مفصلية من تاريخ سوريا، وبروح المسؤولية الوطنية، تم التوقيع على اتفاق بين القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، والسلطة الحاكمة في دمشق، ليكون خطوة أساسية نحو بناء سوريا جديدة، دولة ديمقراطية تعددية تحترم حقوق جميع مكوناتها، وتستند إلى دستور يعبر عن إرادة السوريين والسوريات، ويؤسس لجمهورية حديثة تتناسب مع تطلعات الشعب السوري وتضحياته».

وأضاف البيان: «إن هذا الاتفاق يعكس الحاجة الملحَّة إلى مرحلة قائمة على الشراكة الوطنية والاعتراف المتبادل والعدالة السياسية، حيث يكون لجميع السوريين، دون استثناء، الحق في تقرير مصيرهم عبر مشاركة سياسية حقيقية تضمن المساواة والكرامة والحريات الأساسية».

وتابع البيان: «إننا في مجلس سوريا الديمقراطية، إذ نبارك هذا الاتفاق كخطوة نحو الحل السياسي، نؤكد أن نجاحه مرهون بمدى التزام جميع الأطراف بروح التغيير الحقيقي، والعمل على بناء دولة ديمقراطية حديثة تحترم إرادة شعبها، وتحقق طموحاته، وتكون جزءًا من العالم الحر الذي يؤمن بالعدالة وحقوق الإنسان».

واختتم البيان بالتأكيد على أن «سوريا لكل السوريين، دولة ديمقراطية تعددية لامركزية، تليق بتضحيات شعبها، وتأخذ مكانتها الحضارية والإنسانية بين الأمم».

دمج «قسد» ضمن الدولة السورية

ووقع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، اتفاقا يقضي بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية.

ونشرت الرئاسة السورية بيانا وقعه الطرفان وجاء فيه أنه تم الاتفاق على «دمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز».

بنود الاتفاق

نص الاتفاق الذي وقعه الشرع وعبدي على ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وجميع مؤسسات الدولة بناءً على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية.

كما نص الاتفاق على أن المجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية وتضمن الدولة السورية حقه في المواطنة وكل حقوقه الدستورية.

كما تم الاتفاق على وقف إطلاق النار على الأراضي السورية كافة، ودمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز.

تضمن الاتفاق أيضا ضمان عودة المهاجرين السوريين إلى بلداتهم وقراهم وتأمين حمايتهم من الدولة السورية ودعم الدولة السورية في مكافحتها لفلول بشار الأسد وجميع التهديدات التي تهدد أمنها ووحدتها.

كما نص الاتفاق على رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين مكونات المجتمع السوري.

كذلك، نص الاتفاق على أن تعمل وتسعى اللجان التنفيذية على تطبيق الاتفاق بما لا يتجاوز نهاية العام الحالي.