حذّر رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يونس الخطيب، اليوم الجمعة، من أنّ النظام الصحي في غزة على وشك الانهيار الكامل.
وأوضح الخطيب، خلال لقائه وزير الصحة البريطاني النائب ويس ستريتينغ في لندن، أنّ الجمعية تواصل عملها رغم التحديات الهائلة في القطاع.
وقال الخطيب: «نقدّم خدمات الإسعاف والطوارئ والرعاية الصحية من خلال مستشفياتها وعياداتها ونقاطها الطبية، رغم التراجع الحاد في القدرة التشغيلية، والنقص الحاد في الأدوية الأساسية، وأزمة الوقود التي تهدّد استمرارية تقديم هذه الخدمات الحيوية».
وقدّم الخطيب، خلال لقائه وزير الصحة البريطاني في العاصمة لندن، إحاطة شاملة حول الوضع الكارثي للنظام الصحي في قطاع غزة، والتحديات الصحية والإنسانية المتفاقمة التي تواجه الجمعية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، وتصاعد الاقتحامات والعنف من جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين في الضفة الغربية.
في أواخر مايو/أيار الماضي، قالت منظمة الصحة العالمية إنّ العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة لا تزال تهدّد النظام الصحي المصاب أصلًا بالضعف، وسط تفاقم النزوح الجماعي للسكان، والنقص الحاد في الغذاء والماء والإمدادات الطبية والوقود والمأوى.
وأضافت المنظمة أنّ أربعة مستشفيات رئيسية في غزة، هي: «مستشفى كمال عدوان»، و«المستشفى الإندونيسي»، و«مستشفى حمد لإعادة التأهيل والأطراف الصناعية»، و«مستشفى غزة الأوروبي»، اضطرت إلى تعليق خدماتها الطبية بسبب قربها من الأعمال العدائية أو مناطق الإجلاء والهجمات.
وسجّلت منظمة الصحة العالمية 28 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية في غزة خلال هذه الفترة، و697 هجومًا عليها منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ولا يزال 19 فقط من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة يؤدي عمله، بما في ذلك مستشفى واحد يقدّم الرعاية الأساسية للمرضى المتبقين الذين لا يزالون داخل المستشفى، ويعانون من نقص حاد في الإمدادات، والافتقار إلى العاملين الصحيين، واستمرار انعدام الأمن، وزيادة عدد المصابين، وكلّ ذلك بينما يعمل الموظفون في ظروف مستحيلة، وفق منظمة الصحة العالمية.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية: «من بين هذه المستشفيات الـ19، يقدّم 12 مستشفى مجموعة متنوعة من الخدمات الصحية، في حين أنّ بقية المستشفيات لا تملك القدرة إلا على توفير الرعاية الصحية الطارئة الأساسية. وقد لحق الضرر أو الدمار بما لا يقل عن 94٪ من جميع المستشفيات في قطاع غزة».
وتهدّد الأعمال العدائية المتزايدة وأوامر الإجلاء الجديدة الصادرة في مختلف أنحاء شمال غزة وجنوبها بحمل المزيد من المرافق الصحية على الخروج من الخدمة.
ومع كل مستشفى يخرج من الخدمة، يفقد المرضى إمكانية الحصول على خدمات الرعاية الصحية، وتُجهض الجهود التي تبذلها المنظمة وشركاؤها للحفاظ على النظام الصحي في غزة. هذا التدمير منهجي، فلا تكاد تكتمل إعادة تأهيل المستشفيات وتجديد مواردها حتى تتعرّض للأعمال العدائية أو الهجوم مرة أخرى. «يجب إنهاء هذه الحلقة المدمّرة»، وفق منظمة الصحة العالمية.