نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مصادر مطلعة، قولها إن أجواء التفاؤل تخيم على المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأعربت مصادر إسرائيلية وغربية عن تفاؤلها بشأن موافقة حماس على مقترح صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، بحسب ما أفادت القناة 15 الإسرائيلية.
كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن يوم الثلاثاء، أن إسرائيل وافقت على شروط هدنة جديدة مع حركة حماس لمدة 60 يوما، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع الطرفين خلال تلك الفترة لمحاولة إنهاء أكثر من 20 شهرا من الحرب في غزة.
وذكرت القناة 15 الإسرائيلية أن تل أبيب وافقت للمرة الأولى على استمرار المفاوضات ما بعد الـ60 يوما تحت شروط معينة.
كما أشارت صحيفة يسرائيل هيوم إلى أن إسرائيل وافقت على الانسحاب حتى المنطقة العازلة باستثناء محور موراغ خلال فترة وقف إطلاق النار.
هدنة جديدة
وتسود حالة من الترقب الحذر في كل من إسرائيل وقطاع غزة مع تجدد جهود الوسطاء للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، بعد أكثر من عام ونصف من الحرب.
وتتجه الأنظار إلى اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قد ينتج عنه اتفاق لوقف إطلاق النار وعودة الهدوء إلى المنطقة.
وتشير العديد من المصادر الإسرائيلية إلى أن نتنياهو ربما يعقد صفقة في واشنطن يقدم من خلالها تنازلات مهمة في قطاع غزة مقابل ما سيوفره له ترمب من مظلة تحميه من استمرار المحاكمة وربما الوصول لانتخابات مبكرة تزيحه عن الموقع الأول بينما لا تنهي حياته السياسية.
وكانت تل أبيب قد شهدت مظاهرات شارك بها مئات الإسرائيليين أمام مدخل وزارة الجيش للمطالبة بوقف الحرب على غزة والتوصل إلى اتفاق يعيد جميع المحتجزين.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عددا من المشاركات في المظاهرات أمهات لجنود بقطاع غزة.
ويعتقد أن 20 إسرائيليا ما زالوا محتجزين لدى حماس في قطاع غزة، إضافة إلى رفات 30 محتجزا.
وقال ترمب في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن كلًّا من قطر ومصر تعملان على التفاصيل النهائية، ومن المقرر أن تسلما العرض النهائي إلى حماس.
وأعلنت حركة حماس، أمس الأربعاء، أن الوسطاء يبذلون جهودا مكثفة من أجل جسر الهوة بين الأطراف والوصول إلى اتفاق إطاري، وبدء جولة مفاوضات جادة لوقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وأكدت الحركة في بيان لها أنها تتعامل بمسؤولية عالية، وتجري مشاورات وطنية لمناقشة ما وصلها من مقترحات الوسطاء، وكذلك من أجل الوصول لاتفاق يضمن إنهاء العدوان وتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من القطاع وإغاثة الشعب الفلسطيني بشكل عاجل في قطاع غزة.
إنهاء الحرب
في واشنطن، يؤكد الرئيس الأميركي أنه يريد إنهاء الحرب مع حماس قريبا وفرض أجواء التهدئة بالمنطقة. فرغم دعمه المستمر لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وجّه ترمب انتقادات حادة لتل أبيب في الساعات الأولى من وقف إطلاق النار الأخير مع إيران، عندما ضغط على تل أبيب لتقليص ردها على الهجوم الصاروخي الإيراني.
وقال دبلوماسي مطلع على المحادثات إن هناك الآن «فرصة كبيرة» للتوصل إلى اتفاق. وأضاف «المؤشرات التي تصلنا تشير إلى أن الأطراف أصبحت جاهزة».
وأشار الدبلوماسي لوكالة أسوشيتد برس، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية المحادثات، إلى أن خطاب ترمب الحاد تجاه إسرائيل «منح حماس قدرا من الثقة» بأن الولايات المتحدة ستضمن أي اتفاق مستقبلي وتمنع العودة إلى القتال.
ويسيطر الجيش الإسرائيلي على مساحات واسعة من غزة للضغط على حماس، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل مستعدة للانسحاب.
صفقة التبادل
وقال مسؤول إسرائيلي إن الاتفاق المقترح يشمل وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوما، يتضمن انسحابا جزئيا من غزة وزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية للقطاع.
وأضاف المسؤول لأسوشيتد برس أن الوسطاء والولايات المتحدة سيقدّمون ضمانات بشأن إجراء مفاوضات لإنهاء الحرب، لكن إسرائيل لا تلتزم بذلك كجزء من الاتفاق الحالي.
ورغم هذه التطورات، قد تؤدي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تعقيد المساعي الجارية، إذ جدد موقفه المتشدد الأربعاء، قائلا «لن تكون هناك حماس» بعد تنفيذ خطة الهدنة لمدة 60 يوما.
وصباح اليوم الخميس، قال وزير الأمن القومي، المتطرف إيتمار بن غفير، إنه لا يمكن وقف الحرب دون تحقيق النصر وسحق حماس واحتلال قطاع غزة وتشجيع هجرة الفلسطينيين.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار السابق في يناير/كانون الثاني قد نص على ثلاث مراحل، لكن الطرفين لم يتجاوزا المرحلة الأولى.
وخلال تلك المرحلة، تم تبادل عدد من المحتجزين لدى حماس مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، كما تمكنت المساعدات الإنسانية من الوصول إلى غزة.
وعندما انتهت المرحلة الأولى في أول مارس/آذار، أرادت إسرائيل تمديدها، في حين طالبت حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية كما هو منصوص عليه في الاتفاق.
وفي 18 مارس/آذار، انتهكت إسرائيل الهدنة بشن ضربات جوية جديدة، ما أدى إلى استئناف القتال.