نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما جاء في التقرير الذي استندت إليه الأمم المتحدة لإعلان المجاعة رسميا في غزة، زاعما أنه «كذب مطلق».
وقال نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه إن «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو كذب مطلق»، في إشارة إلى تقرير هيئة الخبراء المدعومة من الأمم المتحدة.
وهذه ليست المرة الأولى التي ينفي فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي وجود مجاعة في غزة، رغم تكرار المناشدات بفتح المجال أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وزعم نتنياهو، اليوم الجمعة، أن «إسرائيل ليست لديها سياسة تجويع، بل لديها سياسة منع التجويع»، مشيرا إلى أن المساعدات بقيت تدخل القطاع المحاصر خلال الحرب.
وادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إن تل أبيب ستواصل العمل بمسؤولية لضمان وصول المساعدات إلى مدنيي غزة.
إنقاذ غزة
ذكّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن على إسرائيل أن تؤمن «الحاجات الأساسية للسكان» بموجب القانون الدولي، عقب إعلان الأمم المتحدة رسميا المجاعة في غزة، اليوم الجمعة.
وقالت اللجنة في بيان إنه «بموجب القانون الإنساني الدولي، يتوجب على إسرائيل، كونها القوة القائمة بالاحتلال، أن تضمن تأمين الحاجات الأساسية للسكان المدنيين في غزة، باستخدام كل الموارد المتوافرة في حوزتها».
واعتبرت أن إعلان المجاعة «يجب أن يكون حافزا للتحرك الفوري والملموس»، مضيفة «أي تأخير إضافي سيكلف أرواحا، يتعين على كل أطراف النزاع، والدول ذات التأثير عليها، أن تبذل المزيد من الجهود لتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ومحايد».
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرييش، إن المجاعة المنتشرة في قطاع غزة من صنع الإنسان.
وفي تعقيبه على تقرير مرصد الجوع العالمي الذي أعلن تفشي الجوع في مدينة غزة، أكد غوتيريش أنه لا يمكن استمرار هذا الوضع دون عقاب.
في السياق ذاته، أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريك بيبركورن، وجود مجاعة رسمية في قطاع غزة، مشيرا إلى أن نصف مليون شخص يعيشون ظروفا كارثية قد تؤدي إلى الوفاة.
وأضاف أن الوضع في القطاع يتدهور بسرعة تحت الحصار، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
من جانبه، قال مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، إن إعلان الأمم المتحدة غزة منطقةَ مجاعة تأخر كثيرا، وإنه كان يجب أن يتم الإعلان عن ذلك منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وطالب الشوا بسرعة دخول المساعدات، مشيرا إلى أن عدد الشهداء بسبب الجوع سيرتفع كثيرا خلال الأيام القادمة نتيجة التخاذل خلال 22 شهرا من الحرب.
وقال مسؤول الإعلام في عملية الفارس الشهم ثلاثة بقطاع غزة شريف النيرب، إن القطاع أعلن تعرضه للمجاعة في مارس/آذار الماضي، بعد إغلاق إسرائيل المعابر أمام المساعدات.
وأضاف خلال لقائه مع الغد، أن الإعلان الأممي يكشف عن حجم المعاناة في القطاع، مطالبا بمواجهة المجاعة التي وُصفت بالأفظع في التاريخ.
تفشي المجاعة
وأشار المرصد العالمي للجوع إلى أن آلاف الأطفال في القطاع يعانون من سوء تغذية حاد ستكون له «عواقب بعيدة المدى».
وفي مؤتمر صحفي بجنيف، قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، إن «المجاعة كان يمكن منعها لولا العرقلة الممنهجة لإدخال المساعدات من جانب إسرائيل»، مضيفًا «الأغذية تتكدس على الحدود بسبب القيود. دعونا ندخل الغذاء والإمدادات دون عوائق وعلى النطاق المطلوب. ضعوا حدًا للانتقام».
وطالب فليتشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسماح بدخول واسع للإمدادات.
وأكد أن «الوفيات الناجمة عن الجوع قد ترقى إلى جريمة حرب تتمثل في القتل العمد».
وفي أول تعليق له على التقرير، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن «الإعلان الأممي وإن جاء متأخرا يثبت أن إسرائيل تعمدت صنع المجاعة في غزة».
وأضاف «بعد تأكيد الأمم المتحدة المجاعة في غزة، ندعو الجمعية العامة للأمم المتحدة للتحرك فورًا عبر الاتحاد من أجل السلام».
وقال المرصد في بيان «الجمعية العامة للأمم المتحدة يجب أن تتحرك فورًا استنادًا إلى قرارها التاريخي رقم 377 A(V) لعام 1950 المعروف باسم الاتحاد من أجل السلام، الذي يخولها، عند عجز مجلس الأمن عن القيام بمسؤولياته، بسبب استعمال حق النقض أو غياب التوافق، أن تعقد دورة استثنائية طارئة وتتخذ توصيات جماعية مناسبة، بما في ذلك إنشاء قوة لحفظ السلام أو اتخاذ تدابير جماعية لصون السلم والأمن الدوليين».
في وقت سابق من اليوم الجمعة، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إنها سجلت حالتي وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية.
وبهذا، يرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 273 شهيدًا، من بينهم 112 طفلًا.
كما أفادت وزارة الصحة في غزة، اليوم الجمعة، باستقبال 71 شهيدًا و251 مصابا في مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 62263 شهيدًا و157365 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول للعام 2023.