أدانت نقابة الصحفيين الأجانب في إسرائيل، اليوم الإثنين، استهداف صحفيين في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وقالت نقابة الصحفيين الأجانب في إسرائيل، في بيان، إن «الاستهداف جاء بلا تحذير، وفي المكان نفسه الذي يعمل به الصحفيون من الوكالات الأجنبية باستمرار».
وأضافت أن «العديد من الصحفيين قُتِلوا بلا أي تبرير من إسرائيل، وهو أمر متكرر»، داعية «القادة الدوليين إلى التدخل لحماية الزملاء في غزة».
مجزرة مجمع ناصر
وقصف جيش الاحتلال، اليوم الإثنين، طواقم الدفاع المدني وصحفيين، في أثناء استهدافه مجمع ناصر الطبي بخان يونس، جنوبي قطاع غزة.
ووثَّقت كاميرا «الغد» لحظة استهداف طواقم الدفاع المدني التي وصلت إلى مجمع ناصر الطبي عقب قصف استهدف الطابق الأخير من المستشفى، حيث كان يقف مصورون وصحفيون.
وأسفر الهجوم الأول عن استشهاد الصحفي حسام المصري، الذي يعمل بإحدى وكالات الأنباء الدولية، بعد أن قصفت طائرة مُسيَّرة إسرائيلية الطابق الأخير من مبنى المستشفى.
وبعد وصول طواقم الدفاع المدني إلى المكان، وفي أثناء انتشال جثمان الشهيد، استهدفت طائرات الاحتلال المُسيَّرة عناصر الدفاع المدني وهم يؤدون عملهم.
وأشار مراسل «الغد» إلى أن الطائرات المُسيَّرة الهجومية الإسرائيلية لا تزال تحلِّق في أجواء المنطقة.
وأفاد الدفاع المدني في غزة باستشهاد سائق الإطفاء عماد عبد الحكيم الشاعر، وإصابة 7 آخرين من طواقم الدفاع المدني بخان يونس، في أثناء محاولتهم إنقاذ المصابين وانتشال جثامين الشهداء جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى في مجمع ناصر الطبي.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، لـ«الغد» إن جيش الاحتلال ارتكب «مجزرة بحق عناصر الدفاع المدني في خان يونس»، مؤكدًا أن قوات الاحتلال استهدفت المواطنين بشكل مباشر ودون أي إنذار، ما أدى إلى استشهاد 138 عنصرًا من طواقم الدفاع المدني في استهدافات مباشرة، في أثناء أداء عملهم الإنساني.
وأضاف بصل أن الاحتلال يواصل استهداف طواقم الإنقاذ والإسعاف عند تدخلها لانتشال الشهداء والمصابين، مشددًا على أن ما جرى في مجمع ناصر الطبي «جريمة مكتملة الأركان»، وأن الاحتلال يُثبِت يومًا بعد يوم أنه لا حصانة للصحفيين ولا للأطباء ولا حتى للمسعفين، الذين يُفتَرض أنهم محميون بموجب القانون الدولي الإنساني.
20 شهيدًا في مجزرة مجمع ناصر
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الإثنين، أن جيش الاحتلال استهدف الطابق الرابع في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، قبل أن يعاود القصف عند وصول طواقم الإسعاف لانتشال الشهداء والمصابين، مشيرة إلى أن الحصيلة الأولية بلغت 20 شهيدًا وعددًا من الجرحى، فيما أوضح مراسلنا أن من بين الشهداء 5 صحفيين، هم: حسام المصري، محمد سلامة، مريم أبو دقة، معاذ أبو طه، أحمد أبو عزيز.
وفي بيان لها، استنكرت وزارة الصحة في غزة، بأشد العبارات، الجريمة النكراء التي ارتكبها الاحتلال باستهدافه المباشر مجمع ناصر الطبي في خان يونس، صباح اليوم، وهو المستشفى العام الوحيد الذي يعمل في جنوبي قطاع غزة.
وأضافت الوزارة أن «استهداف الاحتلال للمستشفى اليوم، وقتل الطواقم الصحية والصحفية والدفاع المدني هو استمرار للتدمير الممنهج للنظام الصحي واستمرار الإبادة الجماعية، وهو رسالة تحدٍّ للعالم أجمع ولكل قيم الإنسانية والعدالة».
وأشارت الوزارة إلى أن «الحصيلة الأولية للشهداء بلغت 20 شهيدًا من الطواقم الصحية والمرضى والطواقم الصحفية وعناصر الدفاع المدني، بالإضافة إلى عشرات الإصابات، فيما أحدث القصف حالة من الهلع والفوضى وتعطيل العمل في قسم العمليات وحرمان المرضى والجرحى من حقهم في العلاج».
ووجهت وزارة الصحة نداء استغاثه لحماية ما تبقى من الخدمات الصحية، داعية المجتمع الدولي وجميع المؤسسات المعنية إلى التحرك الفوري والعاجل لحماية الطواقم الإنسانية في غزة».
وشددت الوزارة على أن «الصمت الدولي وعدم اتخاذ إجراءات حقيقية لكبح الاحتلال ووقف جرائمه هو شراكة فعليه وهو تصريح باستمرار هذه الجريمة».