إشراف بن مراد
صحفية وكاتبة تونسية مقيمة في قطر، حاصلة على شهادة الماجستير في الإعلام والاتصال من تونس، صدرت لها مجموعة قصصية للأطفال تضمنت 3 قصص:
نحبك دون مقابل، الخائن، وقصة القنفذ صانع الحكايات. مهتمة بتربية الطفل والتشجيع على القراءة.
فــكــر وإبــداع
لم أشعر يوما أن موريتانيا بلد بعيد علي كتونسية، ربما لأننا نتشارك الوجود الجغرافي نفسه بكل إرثه الحضاري والثقافي، الممتد إلى الأزمنة البعيدة باعتبار انتمائنا إلى المغرب العربي الكبير.
فمنذ أيام الجامعة في تونس، وعندما كنت طالبة في معهد الصحافة وعلوم الأخبار تعرفت على طلبة موريتانيين وكانت هذه فرصة كبيرة لي لأقترب أكثر من موريتانيا واكتشفت عادات وتقاليد أهلها،
وأتشارك ذكريات كثيرة ما زالت عالقة في الذاكرة، مثل تجربة اللباس الموريتاني وإعداد طبق الكسكسي على الطريقة الموريتانية..
القناعة التي خرجت بها من رفقة الأصدقاء الموريتانيين طوال أربع سنوات في الجامعة تؤكد تلك الصورة الذهنية التي كانت عندي عن الشخصية الموريتانية، كونها شخصية هادئة ورصينة ومثقفة، حتى أكاد أجزم أن الموريتانيين يولدون فصحاء مجبولين على المودة وقرض الشعر.
وظل هذا الشعور راسخا عندي حتى بعد أن ابتعدت عن تونس وسافرت إلى قطر، حيث مكنتني تجربة العمل من التعرف على مبدعين موريتانيين كثر في مجالات عديدة،؛ لكن هذه المرة راجعت نفسي كون الموريتاني شاعرا بالسليقة، إذ اطلعت على تجارب موريتانية مبدعة في الرواية ـ أيضا ـ وبدأت أتعرف على الحركة الإبداعية الموريتانية في المناحي ومنها الرواية حيث بدأ الكاتب الموريتاني يحظى باهتمام القارئ العربي وأصبحنا نشهد وصول العديد من الموريتانيين إلى الجوائز العربية في الشعر كما في الرواية.
ومن الأشياء التي أعجبت بها كثيرا من خلال تواجدي في قطر كون الجالية الموريتانية جد نشطة على مستوى حضور الأمسيات الثقافية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الموريتانيين شعب مثقف وأهل فكر وإبداع، فموريتانيا ذات ثراء ثقافي كبير.
أرجو من الإعلام العربي والموريتاني كشف هذا التميز للناس لتعزيز المد الثقافي بيننا جميعا بمختلف جنسياتنا.
أتمنى لموريتانيا وأهلها كل التوفيق والتقدم