فاطمة كرومة
شاعرة تونسية وباحثة في القانون العام.
طرب وأدب..
عندما دعيت إلى المساهمة في ملف يضم انطباعات عن موريتانيا، شغلت أغنية أحببتها وحفظتها منذ زمن بعيد وأعتقد أن الكثير من التونسيين تقفز إلى ذاكرتهم هذه الأغنية للفنانة الموريتانية التي عرفت شهرة واسعة في تونس فترة التسعينيات" معلومة منت الميداح" ومازلت أتابع بشغف مسارها الفني والسياسي، وكانت كتابة هذه الشهادة فرصة لأستمع إلى أغانيها الجديدة.
بدأت التفاصيل في سرد نفسها، بدءً من اسم عاصمتها الجميل ذو الوقع المميز "نواكشوط" والذي لطالما استرعى انتباهي عندما كنت طفلة أتابع أحوال الطقس في الدول العربية والعالم، متخيلة امتداد الصحاري وامتزاجها بالزرقة، وقد كانت موريتانيا حاضرة بيننا في الجامعة التونسية من خلال بناتها من الطالبات وتشبثهن الفريد بزيهن التقليدي الملون والمنساب.
أما الشعر وهو سبب كتابة شهادتي هذه، فقد كان لقائي بالشاعر "الشيخ نوح" والشاعرة "زليخة الحامد" في مدينة (نابل) التونسية في إطار مشروع مجاز لترجمة الأصوات الشعرية من المغرب العربي الكبير والمملكة المتحدة، فرصة لأكتشف تنوع وثراء المشهد الشعري في موريتانيا، ولا أنسى حديثنا عن اللقب الذي اشتهرت به بلادكم (بلد المليون شاعر) والذي أخذنا إلى معرفة أن أغلب الموريتانيين يحفظون "ألفية ابن مالك"
سمعت المعلومة لأول مرة من الشيخ نوح، واندهشت من ثقافته الموسوعية، فقد كان يسعفنا بالإجابة عن كل الأسئلة الغامضة التي تخص التاريخ والجغرافيا والأسماء القديمة للمدن الإفريقة.
وفي أزمة كوفيد ، أكدت الوقفة التضامنية الموريتانية مع تونس تفرد الروابط بين البلدين الشقيقين