فوزية العلوي
شاعرة تونسية من مواليد "القصرين" تكتب السرد والمقال النقدي لها العديد من المؤلفات:
علي ومهرة الريح، الخضاب، حريق في المدينة الفاضلة، طائر الخزف.
صدر لها في مجال الشعر: برزخ طائر، قربان الغياب، سيدة الخريف...حاصلة على العديد من الجوائز والأوسمة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: جائزة زبيدة بشير(الشارقة) والبجراوية بجمهورية (السودان)
الموريتانيون..طِيبُ معشر وحُسنُ مَخبر
أول عهدي بموريتانيا عندما دخلت الجامعة التونسية في أواخر السبعينات، وقد وفد إليها طلاب من نواكشوط لدراسة الأدب العربي والفرنسي في مدارجنا.
وكان حظي أن زاملتهم وجالستهم وأصغينا معا إلى نفس الدكاترة وتصفحنا معا نفس المتون والهوامش ووجدت لديهم طيب معشر وحسن مخبر وعروبة متأصلة وحفظا شفيفا للقرآن الكريم وتمثلا بالشعر جميلا وحضور بديهة وخفة نكتة وطيب ملحة.
ولم نجد بيننا وبينهم بونا إلا في المسافة، وعرفت من خلالهم أن هذا البلد المترامي الأطراف بين الرمل والماء شبيه إلى حد كبير بالحجاز حتى لكأنه بذرة طارت من هنالك ونبتت هنا.
وعندما تبحرنا في طلب العلم عرفنا عن موريتانيا الخير الكثير نحوا وبلاغة وفقها وحديثا وشعرا يقال على السليقة لأن الطبيعة كانت سليمة والفطرة مستجيبة.
ولعل ما كنا نحفظه ونتمثل به أن موريتانيا هي بلد المليون شاعر؛ كيف لا واللغة عندهم ذلول مدرار، والأفئدة تربت على سماع الشعر، والأبصار أفادها التأمل في الصحاري واستجماع أزهار البراري.
وقد حظيت بصحبة شاعرة أحبها كثيرا التقيتها في أكثر من بلد عربي تقول الشعر فكأنه المزن وهي الصديقة باتة بنت البراء