أفاد الأنباء الواردة من غزة، صباح اليوم الثلاثاء، باستشهاد 32 فلسطينيا على الأقل في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ الليلة الماضية.
وأوضح مراسل شبكة الجزيرة أن غارتين منفصلتين استهدفتا شرقي خان يونس جنوبي القطاع، أسفرتا عن استشهاد 15 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء.
كما أشار المراسل إلى سقوط 5 شهداء و8 إصابات في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وقال إن إجمالي عدد الشهداء في الغارات الإسرائيلية التي شنها جيش الاحتلال على مخيم النصيرات بلغ 8 فلسطينيين، منذ فجر اليوم الثلاثاء.
وفي الشمال، استشهد 3 وأصيب 6 من المدنيين جراء استهداف عمارة سكنية في شارع الصناعة غربي مدينة غزة.
حصار جباليا
ويواصل جيش الاحتلال عمليته العسكرية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، بعد أن كان أعلن عن تطويق المنطقة في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وعلمت قناة الجزيرة بأن القصف المدفعي والغارات الجوية العنيفة، ليلة أمس، استهدفت المناطق الغربية للمخيم، ما أدى لوقوع شهداء ومصابين.
كما أوضح مراسلنا أن جيش الاحتلال نسف مباني سكنية في المخيم، كما قصف منزلا بالفالوجا غربي المخيم ما أدى لاشتعال النيران به.
بدوره، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إن مخيم جباليا تعرض للقدر الأكبر من الضربات، مما أجبر حوالي 50 ألف شخص على الفرار. مشيرا إلى تقارير أكدت استشهاد المئات من الفلسطينيين، من بينهم أطفال. بينما أكثر من 400 ألف شخص لا يزالون محاصرين في المنطقة.
وأضاف في بيان: «تم تعليق أو إيقاف الخدمات الأساسية، بما في ذلك خدمات الأونروا، كما تم إيقاف عمل مركزنا الصحي التابع للأونروا، في حين أن بئرين للمياه فقط لا يزالان يعملان».
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم «مثل هذه الهجمات، وتخريب البنية التحتية المدنية، والحرمان المتعمد من المساعدات الحيوية كتكتيك لإجبار الناس على الفرار».
وتابع «القانون الإنساني الدولي واضح: لا يجوز تهجير الناس بالقوة، ويجب حماية المدنيين في جميع الأوقات ومنحهم إمكانية الوصول إلى الاحتياجات الأساسية إذا اختاروا البقاء».
«تطهير عرقي»
في وقت سابق، وصف المكتب الإعلامي الحكومي بغزة ما يجري في شمال القطاع بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي بشكل فعلي وعملي.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، أمس الإثنين، إن «المساعدات الإنسانية إلى غزة غير كافية على الإطلاق، وهي عند أدنى مستوى لها منذ أشهر.. الأمين العام يحث بقوة جميع أطراف الصراع على الامتثال للقانون الإنساني الدولي ويؤكد على ضرورة احترام المدنيين وحمايتهم في جميع الأوقات».
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن الجيش الإسرائيلي «يفصل شمال غزة تماما عن بقية قطاع غزة» على ما يبدو.
وتعرض الجزء الشمالي من غزة، الذي يقطنه أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، لقصف شديد في المرحلة الأولى من الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ قبل أكثر من عام. وترك مئات الآلاف من سكان شمال غزة منازلهم في الأشهر الأولى من الحرب مدفوعين بأوامر إخلاء إسرائيلية.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، استشهد أكثر من 42 ألف فلسطيني، بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة.