استأنف الجيش الإسرائيلي قصفه المكثف على الضاحية الجنوبية لبيروت، غير آبه بالمعارضة الدولية أو بالتعهدات التي قدمتها الولايات المتحدة للبنان بشأن تخفيف حدة القصف على بيروت وضاحيتها.
وذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان أصدره، اليوم الأربعاء، أن طائراته استهدفت مستودعا استراتيجيا تحت الأرض لتخزين الأسلحة تابعا لحزب الله، بالضاحية الجنوبية.
وأضاف البيان، أن تحذيرات مسبقة وجهت للمدنيين قبل تنفيذ الضربة.
وكان نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، قد صرّح يوم الثلاثاء بأن مسؤولين أميركيين أبلغوا بلاده بتعهدات إسرائيلية بتخفيف ضرباتها على بيروت وضاحيتها الجنوبية.
استئناف الهجمات
ورغم هذه التعهدات، تجددت الضربات، حيث لم تُسجل أي غارات على الضاحية الجنوبية منذ العاشر من أكتوبر/تشرين الأول، عندما أسفرت غارتان قرب وسط المدينة عن استشهاد 22 شخصا، وتدمير مبان بالكامل في أحد الأحياء المكتظة بالسكان.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، يوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة أعربت عن قلقها للحكومة الإسرائيلية بشأن الضربات الأخيرة.
وأضاف ميلر للصحفيين: «لقد أوضحنا للحكومة الإسرائيلية قلقنا ومعارضتنا لنطاق وطبيعة حملة القصف التي شهدتها بيروت في الأسابيع الأخيرة».
في غضون ذلك، طالب الجيش الإسرائيلي سكان مبنى في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية بإخلائه فورا، محذرا من أنه سيستهدفه.
ووفقا لمراسلة الغد، فقد شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المبنى بعد استهدافه.
البنى التحتية
وفي سياق الضربات الإسرائيلية على لبنان، أعلنت الفرقة 98 التابعة للجيش الإسرائيلي أن قواتها استمرت في تنفيذ عملياتها في جنوب لبنان، مشيرة في بيان للجيش إلى أنه «تم القضاء على عشرات العناصر وتدمير العديد من الوسائل القتالية».
كما أكد بيان الجيش أن العمليات تستهدف تدمير بنى تحتية تابعة لحزب الله فوق الأرض وتحتها.
وأضاف أن القيادة الشمالية أصدرت أوامر بمهاجمة نحو 140 هدفا تابعا لحزب الله جوا، في أكثر من 50 منطقة داخل لبنان، شملت مستودعات أسلحة، ومنصات صاروخية موجهة نحو إسرائيل، ومبان عسكرية، وخلايا مقاتلين.
وفي إحدى العمليات، رصدت الفرقة 91 مجموعة من الأفراد الذين وصفهم الجيش بـ«المخربين» أثناء إطلاقهم النار على القوات الإسرائيلية، فتم توجيه طائرة مسيرة لمهاجمتهم والقضاء عليهم.
هجمات متبادلة
وقال الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء، إنه أسر ثلاثة أعضاء من قوة الرضوان، وهي قوة النخبة التابعة لحزب الله، واقتادهم إلى إسرائيل للتحقيق معهم.
وقال نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم في وقت سابق من أمس الثلاثاء، إن الحزب قرر «معادلة جديدة اسمها معادلة إيلام العدو»، في إشارة إلى إسرائيل، لكنه دعا أيضا إلى وقف إطلاق النار.
وأضاف قاسم في خطاب مسجل «بعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر يعود المستوطنون إلى الشمال وتُرسم الخطوات الأخرى».
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر من اليوم الأربعاء، إنه رصد طائرتين مسيرتين تعبران من لبنان إلى إسرائيل بعد انطلاق صفارات الإنذار التي دوت في الجليل الأعلى.
وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، أدت الغارات الإسرائيلية إلى استشهاد 2350 شخصا على الأقل خلال العام الماضي وأصابت ما يقرب من 11 ألفا، كما نزح أكثر من 1.2 مليون.