بعد رحيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، تثار العديد من التساؤلات حول مستقبل المقاومة الفلسطينية. هل سيؤثر غياب السنوار على الأداء العسكري والتنظيمي للمقاومة؟ وهل يمكن لهذا الرحيل أن يغير من ديناميكية المواجهة مع إسرائيل؟.
العمل اللا مركزي
من جهته، قال الخبير العسكري والاستراتيجي سمير راغب، إن فقدان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، سيؤثر على أداء المقاومة عسكريا، إلا أن الهيكل العسكري للمقاومة أصبح لا مركزيا، حيث تعتمد كل منطقة على الموارد المتاحة لها من ذخيرة وسلاح، بالإضافة إلى المعلومات التي تصل إليها.
وأوضح راغب في لقاء مع قناة القدس أنه لا يوجد تنسيق مركزي لإطلاق الصواريخ منذ 7 أكتوبر، حيث تلاشت فكرة العمل النظامي، خاصة في الأشهر الأخيرة.
وأشار إلى أنه رغم اختلافه مع السنوار، إلا أنه لم يكن جبانا منذ صغره، وما قدمه أقرب إلى المعجزة، وإدارته للعمليات القتالية وحركة حماس تحت الحصار تثير الإعجاب.
بينما رأى أستاذ حل النزاعات الإقليمية والدولية، علي الأعوار، أن الثورات لا تموت باستشهاد قادتها، مشيراً إلى أن العديد من القادة الفلسطينيين استشهدوا وما زالت الثورة مستمرة حتى تحقيق الحرية والاستقلال.
وأضاف الأعوار أن مقتل يحيى السنوار سيشكل نقطة تحول هامة في الشرق الأوسط، حيث اعتبره مهندس الأحداث التي وقعت في 7 أكتوبر. ومقتله سيكون له تداعيات كبيرة على المنطقة.
وأشار الأعوار إلى اعتقاده بأن الحرب على غزة قد انتهت، وأن إسرائيل ستعلن قريبًا وقف العمليات العسكرية في القطاع نتيجة لمقتل السنوار. وأوضح أن هناك مخططا لإعادة انتشار الجيش الإسرائيلي، وإدارة غزة.
وقال مسؤولون إسرائيليون، إن يحيى السنوار زعيم حماس «قُتل» خلال اشتباك مسلح في جنوب قطاع غزة على أيدي قوات إسرائيلية لم تكن على علم في البداية بأنها أوقعت من وصفته بـ«العدو الأول» لإسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الخميس، إن أجهزة المخابرات كانت تبحث عن السنوار منذ أشهر وضيقت تدريجيا المنطقة التي يمكنه أن ينشط فيها.
وقالت مصادر داخل حماس، إن المؤشرات التي رأوها تعني أن السنوار استشهد بالفعل على أيدي القوات الإسرائيلية.
البحث عن قادة حماس
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن عشرات العمليات التي نفذها الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) خلال العام السابق، وفي الأسابيع الماضية في المنطقة التي تمت تصفيته فيها، ضيقت الحركة العملياتية ليحيى السنوار خلال ملاحقة القوات له وأدت إلى تصفيته.
وعلى النقيض من القادة العسكريين الآخرين الذين تعقبتهم إسرائيل واغتيالهم، بما في ذلك محمد الضيف القائد العسكري لحماس الذي أُغتيل في غارة جوية إسرائيلية في 13 يوليو/ تموز، فإن العملية التي استهدفت السنوار في النهاية لم تكن ضربة مخططة ومحددة الهدف.
وقال مسؤولون لرويترز، إن جنود مشاة عثروا عليه أثناء تمشيط منطقة في تل السلطان جنوب غزة يوم الأربعاء، حيث كانوا يعتقدون أن قيادات كبيرة من حماس موجودة هناك.
ورصدت القوات الإسرائيلية ثلاثة من مقاتلي حماس يتنقلون بين المباني وفتحت النار مما أدى إلى اشتباك مسلح تمكن خلاله السنوار من اللجوء إلى مبنى مدمر.
تفاؤل أميركي
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن الولايات المتحدة تتطلع إلى إعادة إطلاق المحادثات بشأن مقترح للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتحرير المحتجزين، ووصف السنوار بأنه كان «العقبة الرئيسية» أمام إنهاء الحرب.
وتابع «من الواضح أن هذه العقبة قد أزيلت. لا أستطيع أن أتوقع أن هذا يعني أن من يحل محله السنوار سيوافق على وقف إطلاق النار، لكن هذا يزيل ما كان في الأشهر الماضية العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق». وقال ميلر إن السنوار كان يرفض التفاوض على الإطلاق في الأسابيع الأخيرة.
وفي 6 أغسطس/ آب 2024، كانت حماس أعلنت اختيار يحيى السنوار رئيسًا لمكتبها السياسي خلفًا لإسماعيل هنية الذي تم اغتياله في طهران، وقالت حماس في بيانها في ذلك الوقت، إنها أجرت مشاورات ومداولات معمقة وموسعة في مؤسسات الحركة القيادية قبل اختيار السنوار.
وكان عدد من قادة حركة حماس اعتبروا أن اختيار يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي يُعد رسالة إلى إسرائيل، وقال القيادي في حركة حماس محمود المرداوي في تصريحات سابقة، إن الحركة ستكون طوع إرادة رئيس مكتبها السياسي الجديد السنوار.