أبدى خبراء في الشأن السياسي عدم تفاؤلهم بأن تفضي جولة المباحثات المنعقدة في قطر إلى صفقة حقيقية تحظى باهتمام فلسطيني، مشيرين إلى الأسباب التي تعيق نجاح هذه المباحثات.
غياب المعايير
وأوضح الباحث في الشؤون السياسية فراس طنينة، أن الجولة الحالية من المحادثات، المنعقدة في الدوحة، لا تلقى اهتمامًا كبيرًا داخل الأوساط الفلسطينية، إذ تُعتبر محاولة من الإدارة الأميركية لاستخدام ورقة المفاوضات كأداة في المعركة الانتخابية بالولايات المتحدة.
وأضاف طنينة الباحث السياسي،أن هذه الجولة تفتقر للتحضير الكافي، ولم يتم خلالها طرح أي مقترحات جديدة بخصوص الصفقة. كما أشار إلى أن الاجتماع المنعقد في الدوحة لم يقدم معايير واضحة للصفقة، بل هو تكرار لما سبق ورفضته كل من حماس وإسرائيل.
وأكد أن رفع سقف التوقعات لهذه الصفقة لا يبدو منطقيًا في هذه المرحلة.
ضغوط على إسرائيل
واتفق الباحث في الشؤون السياسية أحمد الصفدي مع الرأي السابق حيث قال، إن إسرائيل لا تبدي نية حقيقية للتفاوض، وأن تصريحاتها تهدف فقط إلى تهدئة الشارع الإسرائيلي في ظل الإصابات ومقتل الجنود في عدة ساحات، وخاصة في لبنان.
وأشار الصفدي إلى أن الخسائر المتراكمة والشلل الاقتصادي الإسرائيلي يشكلان ضغطًا على قادة إسرائيل للاتجاه نحو المفاوضات.
وأوضح أنه لا يمكن الوثوق بجدية الإدارة الأميركية بشأن المفاوضات، إذ إنها تتيح لإسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة المجازر.
أهداف إسرائيلية
وقال الباحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإستراتيجية، خليل أبو كرش، إن المدخلات الحالية لا تتيح فرصة حقيقية للتوصل إلى هدنة أو اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف للغد، أن المشهد بات أكثر تعقيدًا بسبب متغيرات عدة، مثل اغتيال شخصيات بارزة كـيحيى السنوار وحسن نصر الله وقادة آخرين من حماس وحزب الله، إلى جانب الهجوم على طهران ورد الفعل الإيراني.
وأشار أبو كرش إلى أن الصفقة التي تتضمن الإفراج عن أربعة محتجزين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين لمدة يومين لا تزال غير واضحة، في ظل غياب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وعدم اختيار خليفة له. واعتبر أن إسرائيل تحاول التعرف على الجهة المسؤولة عن اتخاذ القرارات في حماس وطريقة اتخاذها.
وأكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يبدو لديه نية حقيقية للدخول في صفقة.