تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة وسط قصف إسرائيلي عنيف

 

يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، لليوم 391 على التوالي، مستهدفا المدنيين ومظاهر الحياة كافة، على وقع قصف مدفعي وجوي في كل أرجاء القطاع.

في شمال قطاع غزة، أفاد مراسل الغد بأن جيش الاحتلال شن قصفا مدفعيا مكثفا في محيط مدينة الشيخ زايد وتل الزعتر والمناطق الشمالية من مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا.

كما أطلقت آليات الاحتلال والطائرات المسيرة النار بشكل مكثف في محيط المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي حصار شمال قطاع غزة لليوم الـ27 على التوالي.

وفي وسط القطاع، قصفت مدفعية الاحتلال وزوارقه الحربية شمال مخيم النصيرات، في مناطق المغراقة ووادي غزة وأرض المفتي وأبراج الزهراء وأرض الدعوة وغيرها، حيث سمع دوي انفجارات عنيفة.

وأفاد مراسل الجزيرة من دير البلح بأنه يصعب الوصول إلى مناطق القصف جراء التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع واستهداف كل ما يتحرك، مشيرا إلى أنه تعذر على الإسعاف والدفاع المدني الوصول إلى شمال النصيرات وشمال شرق مخيم البريج.

كذلك تعرضت مناطق شرقي مخيم المغازي لقصف جوي ومدفعي، وتم نقل جثامين 3 شهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى وعدد آخر من المصابين.

ولفت مراسلنا إلى توغل محدود لآليات الاحتلال في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة.

وأشار مراسلنا إلى أن غالبية المواقع التي يتم استهدافها خالية من السكان بعد أوامر جيش الاحتلال بإخلاء المنازل والنزوح باتجاه مناطق يزعم أنها «إنسانية» في غرب وسط قطاع غزة، في المساحة الممتدة من غرب دير البلح حتى المناطق الغربية من خان يونس ورفح.

أزمة إنسانية طاحنة

ولفت مراسلنا إلى أن المناطق التي يصفها جيش الاحتلال بالإنسانية، تضم نحو 1.7 مليون مدني على نحو 10% فقط من مساحة قطاع غزة في ظل ظروف قاسية ومنع إدخال المساعدات والبضائع إلى محافظات القطاع منذ أكثر من 170 يوما.

وتابع أن الأسواق شبه خالية من السلع والبضائع، ويبحث المواطنون عن ما يسد رمق جوع أطفالهم من المطاعم الخيرية، التي يستهدفها الجوعى في وسط وجنوب القطاع.

ودعا برنامج الأغذية العالمي إلى اتخاذ إجراءات على الفور لتجنب حدوث مجاعة في قطاع غزة، وحذر من أن الأزمة الإنسانية هناك يمكن أن تتفاقم قريبا نتيجة ما وصفه بأنه قيود شديدة على تدفق المساعدات.

وحذر مرصد عالمي هذا الشهر من أن القطاع بأكمله ما زال معرضا لخطر المجاعة بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تعوق وصول المساعدات الإنسانية.

فيما كشفت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن غضب أميركي بسبب ملف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأوضحت الهيئة أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أبدت غضبها بسبب عدم إدخال ما يكفي من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وحذرت (إدارة بايدن) من أنها ستجري تغييرات فيما يتعلق بسياسة تزويد إسرائيل بالأسلحة.

جهود التهدئة

على الصعيد السياسي، قال رئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة حماس، علي بركة، إن الولايات المتحدة قدمت طرحا لهدنة مدتها أربعة أسابيع تشمل الإفراج عن محتجزين مقابل إدخال مساعدات لغزة.

وأضاف بركة، في تصريحات للغد، أن المشاورات لا تزال مستمرة داخل الحركة، لاختيار رئيس جديد للمكتب السياسي خلفا ليحيى السنوار.

وفي تصريح خاص للغد قال القيادي في حماس، طاهر النونو، إن الحركة منفتحة على مناقشةِ عروض جديدة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غرة.

وأضاف النونو أن أي اتفاق لابد أن يتضمن أربعة مبادئ رئيسية في مقدمتها وقف العدوان بشكل تام وانسحابُ الاحتلال من كامل القطاع.

كما أكد النونو أن حماس لم تلمس حتى الآن أيَ جدية لدى الاحتلال للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وقال إن الاتصالات مستمرة مع الوسطاء في المنطقة لبحث مخاطر خطة الجنرالات التي تريد إسرائيل فرضها في شمال القطاع.