ناشد نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد الاتحادي، روبرت هابيك، المواطنين عدم التشكيك في الديمقراطية على الرغم من الأزمة الحكومية.
وقال الوزير المنتمي لحزب الخضر في بيان نشرته وزارته على موقع التواصل الاجتماعي إكس «لا تشكوا في قوة هذا البلد. لقد تغلبنا على تحديات مختلفة تماما. لقد حللنا مشكلات مختلفة تماما. لا تشكوا في الديمقراطية».
انهيار الائتلاف
وبلغ الخلاف المستمر منذ شهور في الائتلاف الحاكم ذروته بانهياره مساء أمس الأربعاء، حيث أقال المستشار أولاف شولتس، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، وزير المالية كريستيان ليندنر، الذي يتزعم الحزب الديمقراطي الحر، وسحب الليبراليون جميع وزرائهم من الحكومة.
وأكد هابيك أن «حكومة الائتلاف الحاكم أصبحت الآن شيئاً من الماضي».
واعترف قائلا «لقد كانت حكومة لا تحظى بشعبية»، مضيفا أن نزاع الائتلاف الحاكم أدى إلى تآكل الثقة في الحكومة والسياسة برمتها، وقال «ورغم ذلك، فإن هذا المساء يبدو خاطئا.. خاطئا وغير ضروري»، مضيفا أنه كان من الممكن تجنب تفكيك الائتلاف الحاكم.
وبعد إقالة وزير المالية كريستيان ليندنر المنتمي للحزب الديمقراطي الحر، من المتوقع أن يرأس شولتس حكومة أقلية مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر، ثاني أكبر حزب.
وسيتعين عليه الاعتماد على الأغلبية البرلمانية المتماسكة لإقرار التشريعات ويخطط لإجراء تصويت برلماني على الثقة في حكومته في 15 يناير/كانون الثاني، مما قد يؤدي إلى إجراء انتخابات مبكرة بحلول نهاية مارس/آذار.
انخفاض الشعبية
ويأتي انهيار الائتلاف الثلاثي الذي يتزعمه شولتس في ختام مشاحنات على مدى شهور بشأن سياسة الميزانية وتوجه ألمانيا الاقتصادي، مع انخفاض شعبية الحكومة وصعود القوى المتطرفة من تياري اليمين واليسار.
وقال شولتس للصحفيين «نحن بحاجة إلى حكومة قادرة على العمل، ولديها القوة لاتخاذ القرارات اللازمة لبلدنا».
وأضاف أنه أقال ليندنر بسبب توجهه في مناقشات تشريع الميزانية، واتهم الوزير بتقديم الحزب على الوطن وبعرقلة التشريع على أسس زائفة.
وتأتي هذه الخطوة غداة انتخاب الجمهوري دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة، مع سعي أوروبا جاهدة لتشكيل جبهة موحدة بشأن قضايا تتراوح من الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة المحتملة إلى حرب روسيا في أوكرانيا ومستقبل حلف شمال الأطلسي.
وتأتي أزمة الحكومة في منعطف حرج بالنسبة لألمانيا، في ظل تعثر الاقتصاد وتقادم البنية التحتية وعدم جاهزية الجيش.
وقد يؤجج التغيير السياسي الإحباط المتزايد تجاه الأحزاب الرئيسية في ألمانيا لصالح الحركات الشعبوية الأحدث، بما في ذلك حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة.