هوكستين يزور بيروت لبحث النقاط الخلافية في اتفاق وقف إطلاق النار

 

وصل المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين إلى بيروت، صباح اليوم الثلاثاء، على ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، وسط جهود للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين حزب الله وإسرائيل، في ظل مناخ ساخن من التصعيد العسكري في لبنان من الجنوب إلى العاصمة.

وقال مسؤول لبناني كبير لرويترز، أمس الاثنين، إن لبنان وحزب الله وافقا على مقترح أميركي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل مع بعض التعليقات والتحفظات على المضمون، واصفا الجهود بأنها الأكثر جدية حتى الآن لإنهاء القتال.

وأكد علي حسن خليل مساعد رئيس مجلس النواب نبيه بري، إن لبنان سلم رده المكتوب إلى السفيرة الأميركية في لبنان.

مناقشات «وجهاً لوجه»

وتأتي زيارة المبعوث الأميركي أموس هوكستين إلى بيروت، بعد أن ردت بيروت «بشكل إيجابي» على الاقتراح الذي تدعمه الولايات المتحدة لوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله، بحسب  شبكة سي إن إن الإخبارية.

ونقلت الشبكة الأميركية عن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، قوله إن الحكومة اللبنانية كانت تسعى للحصول على توضيحات بشأن بعض «النقاط غير الواضحة» في اقتراح وقف إطلاق النار، لكن أجزاء كبيرة من مسودة الاتفاق تم حلها، وبعض النقاط سوف يتم توضيحها من خلال مناقشات «وجهاً لوجه» مع هوكستين.

وقال مسؤول لبناني لشبكة سي إن إن في وقت سابق إن السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون نقلت الاقتراح إلى الحكومة اللبنانية عبر نبيه بري رئيس مجلس النواب مساء الخميس.

على الجانب الآخر، شكك مصدر إسرائيلي مطلع على المحادثات في احتمال التوصل إلى اتفاق وشيك، مشيرا إلى أنه على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه، قد يعرض رفض حزب الله قبول طلب إسرائيل بحرية التدخل العسكري العملية التفاوضية برمتها للخطر، بحسب سي إن إن.

امرأة لبنانية تمر أمام مبنى مدمر جراء ضربة إسرائيلية على بيروت – رويترز

 

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مراقبين، قولهم إن إسرائيل حققت معظم الأهداف المعلنة لحربها سواء في غزة أو في لبنان وأنها ربما تسعى إلى كتابة كلمة النهاية لحرب متعددة الجبهات كبدتها خسائر بشرية ومادية وأنهكتها اقتصاديا والخروج بهيئة المنتصر، فيما يشكك آخرون في نواياها ويرون أنها تماطل وتلغم أي مفاوضات لإنهاء الحرب بهدف إطالتها.

ويدلل الفريق الأخير على رؤيته بتمسك إسرائيل ببند حرية التدخل عسكريا حال انتهاك الاتفاق، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تنتظر اتفاقات أو قرارات تخول لها انتهاك سيادة لبنان وتوجيه ضربات في جميع مناطقه قبل نحو شهر ونصف الشهر.

ووسط تأويلات وتوقعات مختلفة، ينتظر أن تكشف زيارة هوكستين الكثير بشأن مصير المبادرة الأمريكية وما إذا كان سيتوجه كما هو مقرر بعدها لإسرائيل لبلورة موقف موحد حيالها.

ما هو المقترح؟

وقال المسؤول اللبناني إن الاقتراح الذي تدعمه الولايات المتحدة يهدف إلى التوصل إلى وقف للأعمال العدائية لمدة 60 يوما، ويُصور على أنه أساس لوقف إطلاق نار دائم، مضيفا أن الشروط تقع ضمن حدود قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي أنهى  الحرب بين لبنان وإسرائيل عام 2006.

وينص القرار على أن الجماعات المسلحة الوحيدة في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني في لبنان يجب أن تكون الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وينص الاقتراح أيضا على انسحاب القوات البرية الإسرائيلية العاملة في جنوب لبنان منذ أواخر سبتمبر/أيلول من البلاد، ويطالب بتطبيق أكثر صرامة للقرار 1701، وفقا للمسؤول اللبناني.

 

لبنان لم يرفض ولم يوافق

وتؤكد دكتورة تماره حداد، الأكاديمية والباحثة السياسية، أن الجانب اللبناني لن يرفض ولن يقبل المسودة التي تم تقديمها من قبل السفيرة الأميركية بشأن وقف إطلاق النار.

وقالت للغد: «هناك مسار ما يسمى النقاش، أي سوف يتم تقديم موافقة، ولكن موافقة ليست مطلقة، وليس هناك أيضا رفض مطلق، بمعنى أنه سوف تكون هناك موافقة، ولكن في سياق عملية تعديلات على البنود، وتحديدا البنود التي تشير إلى أن هناك لبسا معين، واعتقد أن هذا اللبس يأتي في بعض النقاط».

 

قضايا كثيرة عالقة

وقال الباحث السياسي رجا طلب إنه ليس هناك مؤشرات على أرض الواقع تؤكد قرب التوصل لوقف إطلاق النار في لبنان، وأن كل ما يُثار من كلمات تفاؤل هي مجرد «عملية تخدير إسرائيلية».

وقال طلب للغد «إن ما يروّجه الإعلام الإسرائيلي عن جهات شبه رسمية أو رسمية إسرائيلية حول قرب الوصول إلى اتفاق حول الوضع في جنوب لبنان وبالتالي عودة أهالي المستوطنات إلى بيوتهم هو نوع من أنواع التخدير».

وأوضح أنه ما زالت هناك قضايا كثيرة عالقة لدى الجانب اللبناني، وتحديدًا حول موضوع الحرية المطلقة لإسرائيل في أن تدخل وتخرج من الأجواء والأراضي اللبنانية كما تشاء.