أشرف وزير الثقافة الحسين ولد مدو على حفل إطلاق شهر اللغة العربية، وندوة تحت عنوان “المعجم التاريخي للغة العربية … منجز العصر وإسهام القطر”، منظمة من طرف مجلس اللسان العربي في موريتانيا".
اللغة العربية حسب دستور البلاد هي اللغة الرسمية ومعها اللغات الوطنية: الولفية والسوننكية والبولارية .
لكن الواقع لا يشي بأنها فعلا لغة رسمية لعدة معطيات :
لغة الإدارة العمومية هي اللغة الفرنسة؛
المواد العلمية تدرس باللغة الفرنسية؛
بعض المسؤولين مازال يعتمدونها في عمله وخطاباته.
إن لغة لا يتم التعامل بها في الواقع الإداري والدراسي والإعلامي لايمكن اعتبارها لغة رسمية .
اللغة العربية هي وعاء القرآن الكريم وهي لغة العلوم حيث ترجمت عنها الحضارات القديمة، بما فيها الأوربية.
ومعلوم أن ـ حاليا ـ أن مبادئ العلوم كالطب والفلك وعلم الحساب والكيمياء وعلم الصيدلة ... مأخوذة عن العرب ومن لغتهم ،كما أنها لغة الأدب والإحساس والموسيقى بلا منازع .
وتعتبر اللغة العربية من أكثر اللغات السامية انتشارا حول العالم حيث يتحدثها أكثر من 467 مليون نسمة، ويتوزع متحدثوها في الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرىى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا وإثيوبيا وجنوب السودان وإيران...
وبذلك فهي تحتل المركز الرابع أو الخامس من حيث اللغات الأكثر انتشارًا في العالم، وهي تحتل المركز الثالث تبعًا لعدد الدول التي تعترف بها كلغة رسمية؛ إذ تعترف بها 27 دولة لغةً رسميةً، واللغة الرابعة من حيث عدد المستخدمين على الإنترنت.
إن اللغة العربية في موريتانيا يجب الاعتناء بها واستعمالها في كل مفاصل الإدارة و المؤسسات العمومية، ويجب أن يعلى من شانها في التعليم ويكرم سدنتها، كما يجب أن تحرص وسائل الإعلام الوطنية على استخدامها بشكل صحيح وبدون أخطاء لدى صحفييها ومقدميها، فالإعلام وسيط ناقل للثقافة واللغة العربية هي الحامل لهذه الثقافة في هذه البلاد .
ومن نافلة القول أنه يجب الاعتناء بتدريس هذه اللغة بطريقة منهجية تبين جمالها وغناها، وربطها بحضاراتها وعصورها المختلفة مع بيان خصائص كل عصر ويتطلب ذلك منهجية جديدة تزاوج بين الشعر والنثر والتاريخ والموسيقى فهي كانت وعاء لكل ذلك ومازالت،كما يجب تدريس علومهالمختلفة .
ختاما نحن لا نود تهميش أي لغة بل ندعو لاستخدام اللغات العالمية ولكن كلغات تواصل وانفتاح وليس لمنازعة اللغة العربية كلغة رسمية للبلاد، ونؤكد أن كثيرا من البلدان تقدمت في كل المستويات نتيجة لحرصها على لغتها الرسمية والإعلاء من شأنها وعدم استخدام غيرها .