ثار لغط كبير وسال حبر غزير منذ أيام حول ما وصف بـ"أخطاء بروتوكولية" في تنظيم مهرجان المدائن بمدينة شنقيط التاريخية ذائعة الصيت عالية المقام .
نقل شاهد عيان يعتد به أن الأمر ليس كذلك؛ ولا إشكال في وزارة الثقافة ولافي طواقمها كل ما في الأمر أن الحدث هو تزاحم بعض أفراد الجمهور الحاضر الذين وصفهم بأن من بينهم "متطفلين وأدعياء في مهن الصحافة والتدوين والسياسة و بعض ممن يدعون الوجاهة وممارسة مهنة الفن "
لقد تدافع هذا الخليط فأحدث هرجا ومرجا في المنصة الرسمية، وأمام مكان انعقاد الحفل الرسمي وعلا صراخهم وهم في تدافع مستمر، مع قوات الأمن فاختلط الحابل بالنابل ولم تكن هنالك ممرات ولا حواجز تفصل بين الديبلوماسيين و غيرهم .
إن حدثا كهذا في الأهمية والأصالة ونوعية الضيوف، كان يجب أن يكون تنظيمه في مكان مغلق وجيد الحراسة أولا، كما يجب أن توزع فئات المدعوين حسب الأهمية في أماكن متفرقة وتخصص لها حراسة متناسبة مع المكانة والمقام ثانيا .
ثالثا :كان يجب أن تقوم الجهة المنظمة بمنع دخول من يوصفون بالأدعياء في كل تلك المهن والصفات السابقة، وأن تقتصر الدعوة على عدد محدود من الصحفيين المعروفين بالأداء المهني والبعد عن ممارسات لا تخدم المهنة، وطبعا يجب أن تحفظ للفنانين مكانتهم وترسل لهم دعوات وتخصص لهم أماكن دون مضايقة من أحد.
إن من يصفون بـ"الأدعياء" غاليا ما يفسدون مثل هذه المناسبات الوطنية الهامة بكثرة عددهم، وبحثهم عن غايات شخصية ضيقة،، ومضايقة الضيوف وتشويه سمعة مهن شريفة كالصحافة والفن والسياسة، وبالتالي يجب التخلص منهم ومطاردتهم وإبعادهم عن مثل هذه المناسبات الوطنية الهامة .
الضيوف الأجانب سيحتفظون بصورة وردية عن المهرجان، وعن مدينة شنقيط ذات العبق التاريخي والإرث الحضاري، وعن حسن الاستقبال وكرم الضيافة؛ ولكنهم بالمقابل لن ينسوا اللقطات المؤسفة من تدافع الأدعياء ومضايقتهم للضيوف وطلباتهم الكثيرة وعدم لباقتهم في كل التصرفات .
ختاما : وزارة الثقافة بذلت مجهودا يذكر فيشكر كجهة منظمة .. وطواقمها صبروا وبذلوا الجهد والوقت المطلوبين، وهي متعودة على تنظيم كل التظاهرات الكبرى خصوصا هذا المهرجان.
ما بقي فقط هو أن يكون الإنسان الموريتاني منضبطا ويعرف حدود "الابروتوكول" في مثل هذه المناسبات الوطنية الهامة .