انطلقت أمس الأربعاء، ضمن فعاليات اليوم الثاني من الملتقى الخامس للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم "قمة المرأة والشباب".
لا جدال في أن هاتان الفئتان تمثلان ثقلا سكانيا كبيرا في دول العالم الإسلامي .
ورغم ذلك فإنهما يعانيان من أكبر المخاطر التي توجد في دول العالم الإسلامي، فالشباب معرض للتطرف وهو صيد سهل للجماعات المتطرفة، بفعل دواعي الإحباط التي يعيشها من فقر وبطالة وحرمان وانسداد أفق وغياب مستوى تعليمي لدى الكثير منه.
كما أنه يعتبر وقودا وخزانا انتخابيا كبيرا للسياسيين في كثير من الدول التي تنتعش فيها أنماط من الديمقراطية ولكنه يستخدم للدعاية وجمع الأصوات وتنتهي صلاحيته بالنسبة لكثير من السياسيين عقب الفوز.
ويشير تقرير نشر 2022إلى أن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تعد موطنا لما يناهز 350.8 مليون شاب يمثلون 18.5% من إجمالي السكان و 29% من إجمالي عدد الشباب في العالم لحدود عام 2022. وتتنبأ التوقعات المتاحة أن عدد الشباب في المنظمة سيرتفع إلى 471 مليون بحلول عام 2050
كما تشير الاحصائيات إلى أن عدد النساء في العالم الإسلامي يناهز 50% من عدد السكان، ويعانين من مشاكل ضعف التمدرس والحروب والنزوح في عدد من الدول مع الفقر والعنوسة وضعف التعليم وفرص التشغيل والتمييز في الرواتب والحوافز وضعف التمكين في مراكز القرار خاصة السياسي والاقتصادي والإداري .
كما تعاني من مشاكل كثيرة كالعنف والاغتصاب وضياع الحقوق وتفشي الجهل بين صفوفها وعادات وتقاليد المجتمعات المكبلة لها أكثر من القانون والشريعة .
طبعا ليست كل الصورة قاتمة فثمة دول قطعت النساء فيها أشواطا على درب الحرية والتقدم والولوج للعمل والإدارة ومراكز القرار، وكذا الشباب.
ولكن بما أن الحكم للأكثر فإن الصورة قاتمة في غالبية دول العالم الإسلامي في كثير من تلك المجالات بالنسبة للفئتين .
ينتظر من قمة الشباب والمرأة أن تضع حلولا واقعية لكل تلك المشاكل وفي مقدمتها إيجاد وسائل فعالة لربط الشباب والنساء في العالم الإسلامي وتعرفهم ببعضهم ، تسهيلا لمناقشة المشاكل المتعلقة بواقعهم .
ختاما.. مؤتمر السلم الذي ينظمه منتدى أبو ظبي ألقى أحجارا كثيرة في برك راكدة في كل دول العالم، وكان شمعة مضيئة في دجى ليل كل المحرومين ومازال يواصل المسيرة سعيا لنشر ثقافة السلم وبحثا عن ما يجمع الأمة الإسلامية ويخدم تحسين ظروفها .