المغرب: احتجاجات في 58 مدينة تنديداً بتجويع غزة

للأسبوع الـ87 على التوالي، تظاهر آلاف المغاربة أمام المساجد، عقب صلاة الجمعة، تنديداً بسياسة التجويع والحصار المفروض على قطاع غزة وبحرب الإبادة التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي وسط تواطؤ وصمت عالمي، ودعماً لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته. وينتظر أن تنظم وقفات مماثلة بعد صلاتي المغرب والعشاء، ووقفة مركزية أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط مساء الجمعة، فضلاً عن اعتصام أمام القنصلية الأميركية في الدار البيضاء مع دعوات للإضراب عن الطعام، يوم غد السبت.

وشهدت مدن كبرى وصغرى في المغرب من بينها فاس ومراكش وطنجة والدار البيضاء والرباط وتطوان وبركان والجديدة وأكادير وجرسيف وصفرو وخريبكة ووادي زم وبني ملال ومكناس وإنزكان وتازة وزايو والناظور وتارودانت والمحمدية والمضيق، وقفات، عقب صلاة الجمعة، بدعوة من الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية). وبحسب مصادر مسؤولة في الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن 58 مدينة مغربية أعلنت خروجها في 90 تظاهرة في جمعة طوفان الأقصى رقم 87.

وردّد المشاركون في الوقفات الاحتجاجية التي نظمت بعد صلاة الجمعة، شعارات تندد بالتجويع وحرب الإبادة وبالمجازر التي يقترفها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة، مطالِبين بوقف الإبادة والتجويع والحصار المضروب على القطاع. وعبّر المحتجون عن غضبهم من صمت الأنظمة والشعوب العربية على الإبادة، في الوقت الذي يستمر فيه دعم الولايات المتحدة لدولة الاحتلال عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، معلنين عن تأييدهم للمقاومة الفلسطينية ولرموزها. كذلك عبّر المشاركون في الوقفات عن رفضهم القاطع لكل أشكال التطبيع المغربي مع دولة الاحتلال.

إلى ذلك، قال عضو المكتب المركزي للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، ومسؤول ملف مناهضة التطبيع، سعيد مولاي التاج، إن جمعة الغضب 87 "تكتسي أهمية خاصة جداً، فهي تأتي في سياق الذكرى الأولى لاستشهاد القائد إسماعيل هنية وقادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية رحمهم الله جميعاً، وتزامناً مع وصول سفينة أميركية محمّلة بالسلاح إلى ميناء طنجة المغربي، متوجهة إلى الكيان الصهيوني في جريمة تطبيعية أخرى، في وقت يتصاعد العدوان الصهيوني الممنهج على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حصاراً وقتلاً وتجويعاً".

وأضاف مولاي التاج، في حديث مع "العربي الجديد": "إذ نؤكد على دعمنا الكامل لصمود وثبات المقاومة الفلسطينية في مواجهة آلة الاحتلال الغاشمة، التي لا تزال ترتكب مجازر مروعة بحق المدنيين الأبرياء، وتعتمد سياسة تجويع ممنهجة، واعتداءات وحشية على عمليات توزيع المساعدات الإنسانية التي باتت تعرف بمصائد الموت، نعرب في الهيئة عن استنكارنا الشديد للصمت المطبق من قبل الحكومات العربية والإسلامية الرسمية تجاه هذه الجرائم النكراء، ونؤكد رفضنا القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي يشكّل خيانة للقضية الفلسطينية وتهديداً مباشراً لأمن واستقرار المغرب والمنطقة".

 

وقال إنه في هذا السياق دعت الهيئة كافة أبناء الشعب المغربي إلى المشاركة الواسعة والقوية في فعاليات جمعة طوفان الأقصى 87، المقررة اليوم الجمعة، كما ناشدت القوى الحية الانخراط الفاعل في فعاليات اليوم الوطني الاحتجاجي 26، الذي تنظمه الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع التي تعد الهيئة من مكوناتها، يوم غد السبت. وتابع: "نسعى من خلال التصعيد الاحتجاجي بالإضراب عن الطعام والصيام الجماعي والاعتصامات السلمية، التي عرفتها مجموعة من المدن المغربية، أمام السفارات والقنصليات إلى إيصال رسالة تضامن قوية مع الشعب الفلسطيني، ورفض مطلق لكل أشكال التطبيع، وإحراج الأنظمة في إطار حراك دولي عام لرفع حصار التجويع على أطفال غزة، والذي تحاول بعض الأنظمة العربية بضوء وتنسيق مع الكيان الصهيوني الالتفاف عليه بإسقاط المساعدات جواً أو إدخال شحنات محدودة براً".

وقال إن الهيئة "تجدد توجيه نداء عاجل إلى المجتمع الدولي، خاصة المنظمات الحقوقية والإنسانية، لإدانة هذه الجرائم ضد المدنيين، والضغط على الكيان الصهيوني لوقف عدوانه، ورفع الحصار الجائر عن قطاع غزة، والعمل على ضمان حماية المدنيين الفلسطينيين".

اعتصام أمام القنصلية الأميركية احتجاجاً على حرب غزة

ويأتي ذلك، في وقت يستعد فيه نشطاء مغاربة للاعتصام أمام القنصلية الأميركية في الدار البيضاء مع إضراب عن الطعام، يوم غد السبت، احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة، وتنديداً بسياسة تجويع الشعب الفلسطيني داخل القطاع المحاصر منذ أكثر من 18 سنة. ودعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في بيان لها، إلى الاعتصام أمام القنصلية الأميركية يوم غد السبت، ابتداء من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، بالتزامن مع تنفيذ إضراب عن الطعام طيلة اليوم في مختلف مدن المغرب.

من جهة أخرى، ينتظر أن تنظم مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (غير حكومية)، وقفة مركزية أمام مقرّ البرلمان في الرباط، مساء الجمعة، في سياق مواصلة فعاليات الحراك الشعبي المغربي تنديداً بالاحتلال وحرب الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج للشعب الفلسطيني، وإحياء للذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رئيس حركة حماس إسماعيل هنية. كذلك، دعت مجموعة العمل الوطنية كل المكونات المدنية الشعبية المغربية إلى تنظيم اعتصامات وفعاليات ميدانية تحت شعار: "وصية الشهيد: لن نعترف بإسرائيل، والمقاومة مستمرة حتى التحرير وإسقاط التطبيع".

وتتواصل منذ 18 مارس/ آذار الماضي احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة المحاصر، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد وقفات ومسيرات غاضبة ومنددة بالعدوان. ومنذ اليوم الأول لحرب الإبادة، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني، من خلال وقفات ومسيرات نظمت على نحوٍ شبه يومي في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم الفلسطينيين والمقاومة ومساندتهم ورفض التطبيع.