جدد الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم الاثنين دعوته إلى واشنطن لرفع العقوبات المفروضة على بلاده والمرتبطة بقانون قيصر.
وأضاف الشرع قضية الشعب السوري كانت قضية نبيلة في مواجهة نظام مجرم ارتكب جرائم حرب ومجازر جماعية، مشيرا إلى أن معركة تحرير سوريا جرت بأقل الخسائر بفضل الخبرة التي اكتسبتها المعارضة خلال وجودها في إدلب.
صرح بذلك الرئيس السوري خلال مشاركته في فعاليات قمة «كونكورديا» المنعقدة في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذه أول مشاركة لرئيس سوري منذ عام 1967.
وأضاف الشرع أن سوريا ورثت اضطرابات متراكمة على مدى 6 عقود، مشددا على أن الحلول لا يمكن أن تأتي دفعة واحدة بل عبر خطوات تدريجية.
واعتبر أن سقوط النظام السابق فتح مرحلة جديدة في المنطقة، وأوجد مصالح متطابقة بين سوريا من جهة والغرب والولايات المتحدة من جهة أخرى، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ألغى بعض العقوبات، لكنه دعا الكونغرس إلى التحرك لرفعها بشكل كامل.
وأوضح أن الأولوية الراهنة تتمثل في تحقيق الأمن والاستقرار عبر توحيد الشعب والأرض السورية وتعزيز التنمية الاقتصادية.
وأضاف الشرع: «حصر السلاح بيد الدولة هو الضمان لمنع النزاعات، وقدمنا عرضا لقوات سوريا الديمقراطية المعروفة إعلاميا باسم «قسد» للاندماج في الجيش السوري مع ضمان حقوق الأكراد، لكن كان هناك تباطؤ في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه».
وقال الشرع: « اعتمدنا في سوريا على التشاركية بدلا من المحاصصة في تشكيل الحكومة، ونسعى لإقامة علاقات هادئة وطبيعية مع جميع الدول».
تل أبيب ودمشق
واستكمل: «إسرائيل ما زالت تحتل الجولان وتنفذ اعتداءات متكررة، لكنه شدد على أن دمشق تتجنب الحرب حالياً لكونها في مرحلة بناء، وأن أي مفاوضات مستقبلية مع تل أبيب مرهونة بانسحابها من الأراضي السورية».
واختتم: «سوريا قادرة على حل مشاكلها بنفسها وأن تكون جزءاً فاعلاً من النظام العالم وأن التنمية الاقتصادية تمثل أولوية قصوى، لكنها تحتاج إلى رفع العقوبات لاستثمار الطاقات السورية المتاحة».
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال إن هناك تقدما في المفاوضات مع سوريا، إلا أنه أوضح أن الوقت لم يحن بعد التوصل إلى اتفاق مع دمشق.
وأوضح نتنياهو في تصريحات في بدء جلسة حكومية أن «النجاحات التي حققناها في لبنان ضد حزب الله أوجدت فرصة لم يكن أحد يتخيلها قبل عملياتنا الأخيرة، وهي احتمال التوصل إلى سلام مع جيراننا في الشمال».
واستطرد: «نحن على تواصل مع الجانب السوري، وهناك تقدم معين، لكن الطريق ما زال مبكرًا لتحقيق ذلك»