بسبب تعطّل مصعد وجهاز تلقين.. ترمب يسخر من الأمم المتحدة

سخر الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء في أوّل خطاب له في الأمم المتحدة منذ عودته إلى البيت الأبيض من دور المنظمة الأممية في إحلال السلام، واتهمها بتشجيع الهجرة غير النظامية.
ومن منبر الجمعية العامة، اتّهم ترمب الأمم المتحدة بعدم مساعدته في الجهود التي يبذلها للتوصّل إلى اتفاقات سلام، خصوصا في أوكرانيا وغزة.

وسأل في خطاب لاذع استمرّ قرابة ساعة "ما الغاية المرجوّة من الأمم المتحدة؟... تتمتّع بقدرات هائلة لكنها بالكاد ترقى إلى مستواها".
وكان أوّل خطاب ألقاه الرئيس الأميركي الجمهوري في الأمم المتحدة سنة 2018  قد أثار ضحك زعماء العالم، قوبل هجومه هذه المرة بصمت شبه مطبق.

سلّم كهربائي معطّل

وما انفكّ الرئيس الجمهوري يوجّه الانتقادات إلى المنظمة منذ ولايته الأولى. وهو شكا حتّى هذه المرّة من سلّم كهربائي معطّل وجهاز تلقين لا تعمل في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك.
وقال: "شيئان قدّمتهما الأمم المتحدة لي هما سلّم كهربائي سيء وجهاز تلقين سيئ".

"إلى جهنم"
وبدأ ترمب خطابه بانتقاد الأمم المتحدة على إخفاقها في الانخراط في ما قال إنه سبع حروب أنهاها، وفي مساعيه لإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا وحرب إسرائيل في غزة.
وصرّح "كلّ ما تقوم به على ما يبدو هو صياغة رسائل شديدة اللهجة بالفعل" لكنها "كلمات فارغة والكلمات الفارغة لا تحلّ الحروب".
وزعم ترمب أن اعتراف مجموعة من حلفاء واشنطن بدولة فلسطين "مكافأة" لحماس. 

ودعا الحركة إلى الإفراج عن المحتجزين لتحقيق السلام، متهما إياها بعرقلة مساعي التوصل الى هدنة في القطاع.

حماس تنفي

ورفضت الحركة في بيان هذه الاتهامات. 
وقالت إنّها "لم تكن يوما عقبة في طريق الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة... وتعلم الإدارة الأميركية والوسطاء والعالم أجمع أنّ مجرم الحرب (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو هو المعطِّل الوحيد لكل محاولات التوصل لاتفاق".
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من جهته أن حصول نظيره الأميركي على جائزة نوبل السلام رهن وقفه الحرب في قطاع غزة.
وقال ماكرون في مقابلة مع قناة "بي أف أم تي في" الفرنسية "جائزة نوبل السلام غير ممكنة سوى في حال توصلتم إلى حل لهذا النزاع" في غزة.
وهاجم ترمب الحلفاء الأوروبيين ولم تفلت من انتقاداته الصين والهند أيضا اللتين لم تتوقّفا عن شراء النفط من روسيا. لكنه كان أكثر تحفّظا نسبيا بشأن موسكو، وإن أبدى استعداد واشنطن لفرض عقوبات لم يحدّد طبيعتها.

 لهجة شديدة

واعتمد ترمب لهجة شديدة خصوصا في مسألة الهجرة التي شكّلت محورا رئيسيا في حملتيه الانتخابيتين، متّهما الأمم المتحدة بـ"تمويل هجوم" على الغرب.
وهو قال "حان الوقت لإنهاء الاختبار الفاشل للحدود المفتوحة"، منبّها من أن "بلدانكم في طريقها إلى الجحيم"، ومنتقدا رئيس بلدية لندن صادق خان، وهو أول مسلم يتولى رئاسة البلدية في عاصمة غربية كبرى.
واستغلّ ترمب كلمته لشجب جهود احتواء الاحترار المناخي، واصفا التغيّر المناخي بـ"أكبر عملية احتيال مدبّرة على الإطلاق في العالم".
وأشاد بسياسته الصارمة في مجال مكافحة الجريمة، بما في ذلك إرسال وحدات عسكرية إلى واشنطن وشنّ غارات على زوارق فنزويلية يقول إنها تستخدم لتهريب المخدّرات. 

وقال "إلى كلّ مجرم إرهابي يهرّب مخدّرات سامة إلى الولايات المتحدة الأميركية، يرجى منك أخذ الحذر بأننا سنمحوك عن الوجود".