دبابات إسرائيلية تتوغل في مدينة غزة وترمب يبحث سبل إنهاء الحرب

توغلت القوات الإسرائيلية في عمق مدينة غزة اليوم الأربعاء مما يهدد حياة الفلسطينيين الذين بقوا هناك على أمل أن يؤدي الضغط المتزايد على إسرائيل لوقف إطلاق النار إلى عدم فقدان منازلهم.

وأفادت مصادر طبية للغد عصر اليوم الأربعاء باستشهاد 92 فلسطينيا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم. 

والتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بزعماء دول إسلامية في الأمم المتحدة بنيويورك أمس الثلاثاء لإجراء محادثات ركزت على التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في الحرب وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين والأزمة الإنسانية في غزة.

وقال ترمب إن الاجتماع التالي سيكون مع إسرائيل. وندد في وقت سابق بتحركات قامت بها مجموعة من الدول للضغط على إسرائيل عن طريق الاعتراف بدولة فلسطينية.

وتواصل إسرائيل عدوانها على مدينة غزة على الرغم من الدعوات المتكررة لها بالتراجع، وأصدرت إنذارات لسكان المدينة تطالبهم فيها بالإخلاء باتجاه الجنوب.

وغادر مئات الآلاف المدينة الواقعة في شمال القطاع، لكن عددا من السكان يخشى القيام بذلك بسبب انعدام الأمن وانتشار الجوع هناك.

وقال ثائر (35 عاما) من حي تل الهوى وهو أب لطفل « نزحنا غربا باتجاه منطقة الشط لكن عائلات كثيرة لم يسعفها الوقت والدبابات دخلت فجأة».

استهداف مأوى

وتجاهلت القوات الإسرائيلية، التي تتوغل داخل المدينة التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة في أغسطس/ آب، الدعوات لوقف هجوم تقول الحكومة الإسرائيلية إنه يهدف إلى تدمير آخر معاقل مقاتلي حركة حماس.

وقال مسعفون إن ما لا يقل عن 20 شخصا استشهدوا وأُصيب كثيرون آخرون عندما استهدفت ضربات جوية إسرائيلية مأوى يضم عائلات نازحة قرب سوق في وسط المدينة. وأضافوا أن شخصين آخرين استشهدا في بيت قريب.

وزعم الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت اثنين من مقاتلي حماس، زاعما أيضا أن قواته حاولت الحد من إلحاق أضرار بالمدنيين في المنطقة.

وأظهرت لقطات حصلت عليها رويترز أشخاصا ينبشون بين الأنقاض.

وقال سامي حجاج «نايمين بأمان الله والساعة واحدة ونص تقول حزام ناري ثلاثة انفجارات ورا بعض، وزي ما أنت شايف دمار وخراب وييجي 17 أو 18 شهيد، نايمين بأمان الله فيش حاجة، لا بلغونا ولا قالولنا ولا حتى أعطونا إشارة».

وأضاف «شيء مفاجئ زي ما أنت شايف الدمار والخراب وأطفال ونساء حوالي يمكن 200 نفر، يمكن ست أو سبع عائلات، هذا المربع مليان عائلات».

وفي ضاحية تل الهوى بالمدينة، دخلت الدبابات مناطق مأهولة فحبست الناس في منازلهم، بينما شوهدت دبابات أخرى متمركزة قرب مستشفى القدس. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن محطة الأكسجين التابعة للمستشفى تضررت.

وقال شهود إن الدبابات تقدمت أيضا إلى مسافة أقرب من مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات غزة.

وزعم الجيش الإسرائيلي إن مقاتلي حماس أطلقوا النار من داخل المستشفى، وهو ما نفته الحركة.

أكاذيب الاحتلال

وقال إسماعيل الثوابتة، مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة والذي تديره حماس، في إشارة إلى عدة مداهمات سابقة شنتها القوات الإسرائيلية «نخشى أن تكون هذه الأكاذيب مقدمة لاقتحام جديد للمستشفى أو أي مستشفى آخر، وهو مرفوض تماما ومخالفة واضحة وصريحة لمبادئ القانون الدولي».

ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات جوية مشوشة، تُظهر على ما يبدو إطلاق نار من نافذتين. ولم يرد الجيش بعد على استفسارات رويترز حول كيفية التأكد من أن مقاتلين من حماس هم من أطلقوا النار، ومن كانوا يستهدفون.

وقال مسؤول أمني في حماس إن «عصابات إجرامية» أطلقت النار على المستشفى من خارج المجمع.

ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة الروايات المتضاربة بشكل مستقل.

إحباط دولي

ذكر مسعفون أن سبعة أشخاص قُتلوا في النصيرات وقرب رفح بجنوب القطاع. ولم يعلق بعد الجيش الإسرائيلي الذي يزعم أن هجماته تهدف إلى إنهاء حكم حركة حماس للقطاع، رغم أن النسبة الكبرى من الضحايا هي من النساء والأطفال.

وتلقت إسرائيل تنديدا دوليا واسع النطاق بسبب سلوكها الوحشي في غزة الذي تقول السلطات الصحية في القطاع إنه أسفر عن استشهاد أكثر من 65 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وانتشار المجاعة.

ودفع الإحباط الدولي الناجم عن حرب غزة بعض حلفاء إسرائيل والولايات المتحدة إلى الاعتراف بدولة فلسطينية هذا الأسبوع. وتراجع التأييد للحرب داخل إسرائيل التي لا يزال لها 48 رهينة محتجزة في غزة، يعتقد أن 20 منهم أحياء، بالإضافة إلى مقتل 465 جنديا في القتال.

واعترفت حماس باستشهاد بعض قادتها العسكريين، لكنها لم تكشف عن عدد مقاتليها الذين سقطوا في الحرب